تشهد العديد من المدن الإسبانية خلال شهر شتنبر، إحتفالات ومهرجانات محلية تحيى فيها تقاليد وعادات المجتمع الإسباني التقدليدي. مدينة فوينلابرادا (Fuenlabrada) ضواحي مدريد، ذات ساكنة تزيد عن 200 ألف نسمة، وجالية أجنبية تفوق 14,7% يشكل منها المغاربة أزيد من 6 ألاف مهاجر مغربي، تحتفل كل سنة بمهرجان مصارعة الثيران الذي يميز ثقافة المجتمع الإسباني. حيث تقام إحتفالات ومهرجانات في مختلف الأحياء التابعة للمدينة، بالإضافة إلى إقامة مدينة الملاهي للأطفال ( Feria )، كما لا تخلوا ساحات المدينة القديمة بمعارض تؤرخ لثقافة المجتمع الإسباني. كما تقوم الأحزاب السياسية الإسبانية بإقامة خيم تستقبل فيها الساكنة لطرح مشروعها الحزبي، والتعريف بتاريخ كل حزب، بالإضافة إلى مشاركتها للساكنة في طرح كل جديد على الساحة السياسية في إسبانيا. هذه المهرجانات التقليدية التي تعزز السياحة الداخلية لإسبانيا، خاصة في ظل الركود الإقتصادي الذي لازالت تعاني منه إسبانيا منذ بداية الأزمة أواخر 2007، تعتبر متنفسا إقتصاديا لدى الساكنة المحلية، حيث يزداد الرواج التجاري الذي يمتد لأزيد من أسبوع، كما يعتبر كذلك متنفسا للجالية المغربية للتعرف على تقاليد وعادات المدينة، وفرصة لأبناء الجيل الثاني من الجالية من الإستمتاع والتعرف على ثقافة البلد المستضيف. إذن، هي مهرجانات بصيغة إحتفالية تقليدية سنوية تخليدا لإحياء عادات وتقاليد شعب صارع ولايزال يصارع ثيران أجداده، وفي سباق وتسارع مع الزمن للخروج من أزمة إقتصادية رودت رابع أقوى إقتصاد في أوربا، فجعلت من إسبانيا ذلك الثور الجريح الذي أنهكته مراودات وتبعات الأزمة المالية العالمية، رغم بزوغ مؤشرات إقتصادية توحي بقرب خروج إقتصاد إسبانيا من عنق زجاجة الأزمة. ليبقى الشعب الإسباني شعب المهرجانات والإحتفالات الكروية، التي تنسيه مرارة ووعكة الأزمات الإقتصادية.