ناظورسيتي – نقلا عن جريدة المساء بعد أيام فقط من تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية بمدينة تارجيست ورفع شعارات مطالبة ب"رحيل الفساد" حلت مؤخرا لجنة من وزارة الداخلية لمعاينة سير المشاريع التي أعطى الملك انطلاقتها أثناء زيارته تارجيست سنة 2008. وكشفت مصادر مطلعة أن وزارة الداخلية سارعت إلى إرسال اللجنة لاحتواء غضب المتظاهرين الذي بلغ ذروته يوم الجمعة الماضي، حيث خرج المئات من المحتجين للتنديد ب"الوضعية الكارثية التي آلت إليها مدينة تارجيست على مختلف الكستويات" موضحة أن اللجنة توقفت إلى حدود اليوم عند مجموعة من التعثرات التي تعرفها هذه المشاريع وجردت الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تأخر إنجاز تلك المشاريع. في السياق نفسه، لم تخف مصادرنا أن تكون اللجنة سجلت خلال زيارتها لمختلف المشاريع التي أعطيت انطلاقتها، الكثير من الملاحظات السلبية حول المسؤولين عن تأخر تلك المشاريع، معتبرة بأن "وزارة الداخلية من المحتمل أن تتدخل بسرعة في الأيام القليلة المقبلة في ظل تشبث الساكنة بالاحتجاج كخيار واحد لتحقيق مطالبها." ومن المرتقب، حسب المصادر نفسها، أن ترفع اللجنة تقريرها إلى وزير الداخلية في ظرف أسبوع لإيجاد حلول سرعية للمشاكل التي تشهدها المدينة. وبالموازاة مع ذلك، تقوم لجنة من مرصد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بزيارة تفقدية للمشاريع، "التي احتج السكان على تأخرها"، وقد التقت أثناء زيارتها مجموعة من الفعالياتع المدنية والسياسية والرسمية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء توقف المشاريع التنموية بالمدينة. وأبرزت مصادرنا أن اللجنة ستقدم تقريرا بتزامن مع التقرير الذي أعدته وزارة الداخلية. وفي المنحى ذاته، أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تقريرا "صادما" حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة خلصت فيه إلى أن هناك ترديا حقوقيا حقيقيا على جميع الأصعدة والمستويات، بات يتطلب من مختلف المتدخلين والمسؤولين، من سلطة عمومية ومنتخبة، الإصغاء الهادئ إلى مطالب الساكنة دون افتراض نوايا أخرى لشرعنة المقاربات الأمنية المفرطة، مضيفة أن هذه الجهات باتت تعي أكثر من غيرها أن هذا "الأسلوب في معالجة الأزمات الاجتماعية بقدر ما يؤدي إلى تبديد معالم الحل يساهم كذلك في تقييم صورة حقوق الإنسان بالمنطقة، التي سارت أحوالها أصلا جراء الحصار المضروب على كل أشكال التعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي." إلى ذلك، تعيش مدينة تارجسيت حالة ترقب، بعد أن أعلنت حركة متابعة الشأن المحلي بتارجيست نيتها تنفيذ شكل احتجاجي جديد يوم الجمعة المقبل سمته "جمعة رحيل المجلس البلدي" ومن المرتقب أن يشارك منير أكزناي، المعروف بقناص تارجيست، لأول مرة في الاحتجاجات، بعد أن عاد من "منفاه الاختياري".