عبيد أعبيد – كشف تقرير ميداني صادر عن "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، يوم الثلاثاء 9 شتنبر الجاري، عن معطيات صادمة، كانت وراء الغليان الشعبي الذي تعيش على إيقاعه ساكنة "تارجيست" منذ نهاية الأسبوع الماضي. ونقل التقرير الحقوقي عن الشباب المحتج، فضيحة عقارية من الوزن الثقيل كان بطلاها المجلس الجماعي ومؤسسة العمران، فبعد أن حدد المجلس الجماعي لساكنة دور الصفيح في تارجيست، قيمة المتر الواحد من البقع الأرضية الممنوحة في 100 درهم، أعقب الأمر بإبرامه صفقة في جنح الظلام مع شركة "العمران" العمومية، لتحتكر بيع نفس البقع الأرضية لساكنة دور الصفيح بعد أن حددت قيمة المتر الواحد في 10.000 درهم، على غير المتوقع. واتهمت اللجنة الحقوقية في تقريرها الميداني، المجلس بأنه"عاجز على تلبية ومواكبة الساكنة، وينخره الفساد والمحسوبية". ونقلت عن شباب الحركة الإحتجاجية بتارجيست، رفضه "التأويلات السياسية" لاحتجاجاتهم، مؤكدين بأنها ليست مسخرة من أي جهة كانت، ووضعوا لها سقف اجتماعي محدد. انعدام التطبيب وسجل التقرير خلال إستطلاعه الميداني بمدينة "تارجيست" (أمس)، نقص الأطر الطبية وإنعدام التجهيزات والإختصاصات الأساسية للمستشفى المحلي بتارجيست، وذلك منذ تدشينه سنة 2008، علاوة على إستغلال مجموعة من الأقسام كطب الأطفال والطب الباطني من طرف بعض المستخدمين كمقر للسكن، ووجود شكايات متكررة عن الزبونية وسوء المعاملة. بنية تحتية "هشة" وعن البنيات التحتية الحيوية، سجل التقرير الحقوقي الصادر، تعطل أكثر من خمسة مشاريع تنموية دشنها الملك محمد السادس، إضافة إلى ضعف الطرق المتصلة بالمدينة، وضعف الإنارة العمومية، مشيرا إلى أنه في فصل الشتاء تذوق ساكنة "تارجيست" الأمرين، فضلا عن الحرمان من الحق في الماء الصالح للشرب، في الوقت الذي تستفيد ساكنات أخرى على عشرات الكلمترات من مياه سد تارجيست . تضيف الجمعية. الإحساس ب"الحكرة" وراء الغليان الشعبي التقرير نفسه سجل أن شباب ترجيست المحتج، يعتقد بأن انتماءهم إلى ولاية جهة الحسيمة، ساهم في حرمانهم من العديد من المشاريع التي توجه نحو مناطق أخرى، ويثيرون في هذا الصدد حصتهم الهزيلة من مشاريع التنمية البشرية ومجموع المشاريع المبرمجة بالمنطقة قياسا مع ما هو معمول في مناطق أخرى من الإقليم، وينتابهم بذلك إحساس ب"الحكرة" جراء عدم تلبية مطلبهم الحثيث، والمتمثل في المطالبة ب"خلق عمالة لإقليم تارجيست"، خاصة وأن ثلاث دوائر قروية تابعة لتارجيست، تعد هي "البقرة الحلوب" لمنطقة الحسيمة. شباب جامعي "معطل" ما يزيد من حدة الإحتقان لدى شباب تارجيست، هو الجيل الجديد المتسلح بتكوين ثقافي وحقوقي مهم يرشح بأن يقلب رأسا على عقب نمط الممارسة لدى النخبة التقليدية في المنطقة، ويرى الشباب المحتج بأن حله للأزمة الإجتماعية التي تعيشها منطقته، هي العزم والاستمرار في الاحتجاج، مع التشبث بالطابع السلمي والحضاري في توصيل رسالتهم ويعلنون مشروعية مطالبهم الاجتماعية سقفا لكل تحركاتهم ويرفضون أي تأويل سياسي لمسلكهم النضالي، معربين على إصرارهم على محاسبة "المفسدين ولوبيات" العقار والكشف عن العبث الذي طال المال العمومي في مختلف المجالات. يقول التقرير نقلا عن الشباب المحتج. وتأتي الزيارة الميدانية للجنة الحقوقية، بالتزامن مع وفد عن وزارة الداخلية، صباح يوم الثلاثاء 10 شتنبر الجاري، للوقوف على الاختلالات التي شابت مجموعة من المشاريع سبق للملك محمد السادس أن دشنها قبل خمس سنوات مضت.