تتواصل أنشطة جلالة الملك محمد السادس بإقليم الحسيمة، إذ عرف اليوم السبت 26 يوليوز تدشين مشاريع مختلفة بتارجيست. حيث أعطى جلالته إنطلاقة إنجاز عدة مشاريع في مجالي السكن والتعمير، ودشن المستشفى المحلي، بالإضافة إلى مركز اجتماعي نسوي ودار للفتاة... اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مشروع تهيئة وتنمية قطب حضري بإساغن (تارجيست)، وأعطى جلالته إنطلاقة أشغال إنجاز برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بتارجيست، واللذين رصد لهما غلاف مالي إجمالي يناهز مليار وأربعمائة مليون درهم. هذا وقدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع تهيئة وتنمية قطب حضري بإساغن سيتم إنجازه، على مدى ثماني سنوات، بغلاف مالي قيمته مليار وثلاثمائة مليون درهم. وسيشرع في إنجاز هذا المشروع، ابتداء من فبراير المقبل، بالجماعة القروية إساغن (التي تأوي نحو ستة عشر ألف نسمة)، من طرف الشركة العقارية العامة، التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، على مساحة تسعين هكتارا. ويبعد القطب الحضري الجديد عن مدينة فاس ب160 كلم، وعن مدينة الحسيمة ب115 كلم، ويقع على ملتقى طريق الوحدة والطريق الوطنية رقم 2. ويتضمن القطب، الذي من شأنه أن يضفي على المنطقة والجهة عموما صورة جديدة، عمليات إعادة تأهيل وتوسيع مركز إساغن وتطوير قطب حضري جديد وتهيئة موقع اقتصادي وسياحي.ويهم المشروع إقامة مناطق سكنية (فيلات، إقامات سكنية...) وأخرى سياحية (فنادق من فئة أربعة نجوم) على مساحة تبلغ أربعمائة ألف متر مربع، إلى جانب تخصيص فضاءات للأنشطة والخدمات والتجهيزات العمومية. وتتوزع فضاءات القطب الجديد ما بين41 هكتارا للإقامات السكنية وتسع هكتارات للمناطق السياحية وثلاثة عشر هكتارا للأنشطة والخدمات، و26 هكتارا للمساحات الخضراء والطرق. ويأتي إنجاز القطب الجديد، الذي ستمكن أشغال تهيئته من إحداث ثلاثة آلاف مسكن جديد لفائدة ثلاثة عشر ألف نسمة، في إطار العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمنطقة الشمال عموما، ومنطقة الريف بشكل خاص. وسيتوفر القطب الجديد لإساغن، والذي يعد مشروعا مندمجا منخرطا في فضائه الطبيعي، على عدة مميزات وخصائص هندسية ومعمارية وحضرية تتلاءم مع خصوصيات المنطقة، التي تتميز بطابعها الجبلي وتوفرها على شبكة مائية مهمة. وبنفس المناسبة، أعطى جلالة الملك إنطلاقة أشغال إنجاز برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بمدينة تارجيست، والذي رصد له غلاف مالي بقيمة7 ر47 مليون درهم. وقد اطلع جلالة الملك على مختلف المعطيات الخاصة بهذا المشروع الذي يمتد على مساحة ثلاثة هكتارات ويستفيد منه213 أسر ة (1150 نسمة). ويساهم في تمويل هذا المشروع كل من وزارة الإسكان والتنمية المجالية بمبلغ52 ر8 مليون درهم، والمستفيدون (04 ر17 مليون درهم )، والموازنة (14 ر22 مليون درهم). ويعد هذ المشروع جزءا من برنامج التهيئة المندمج لمركز تارجيست والذي رصد له غلاف مالي إجمالي بقيمة70 ر82 مليون درهم. ويتضمن هذا البرنامج ، الذي يمتد على مساحة إجمالية تناهز عشرة هكتارات،213 وحدة مخصصة لإعادة الإسكان و245 بقعة أرضية إلى جانب بناء عشر مرافق اجتماعية واقتصادية، ومسجد. وسيتم إنجاز هذا البرنامج ، الذي ستنتهي أشغاله سنة2010 ، في إطار شراكة بين وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وولاية جهة تازةالحسيمة تاونات والجماعة الحضرية لتارجيست ومؤسسة التهيئة “العمران” بفاس. وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السادة أحمد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، ومحمد امهيدية والي جهة تازة-الحسيمة-تاونات، ومصطفى باكوري رئيس المجلس الإداري لصندوق الإيداع والتدبير، والمدير العام للشركة العقارية العامة والمنتخبون وشخصيات أخرى. كما دشن صاحب الجلالة المستشفى المحلي بتارجيست، والذي أنجز بغلاف مالي إجمالي بلغ47 مليون درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه المؤسسة الاستشفائية، التي شيدت على مساحة5500 متر مربعا مغطاة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المستشفى45 سريرا، وسيمكن من توفير عرض صحي قريب ومتوازي وتوزيع أمثل للموارد الصحية المتوفرة، كما سيساهم في تقريب الخدمات الصحية الاستشفائية من سكان المنطقة، وفي الرفع من مستوى التأطير الطبي الكمي والكيفي بالمنطقة. وعلاوة على ذلك، سيساهم هذا المستشفى في تخفيض الضغط على المراكز الاستشفائية بالحسيمة وفي تشكيل قطب جديد للتنمية الصحية. ويتكون المستشفى من خمسة أجنحة تهم المصالح الاستشفائية (الطب العام، والجراحة العامة، وطب الأطفال، ومصلحة أمراض النساء والتوليد، المراقبة، والمستعجلات)، وجناح المصالح التقنية (الجراحة، الفحص بالأشعة، المختبر، والصيدلية)، بالإضافة إلى المصالح العامة (مطبخ، مغسلة، ...) ومركز الاستشارات الطبية ثم الإدارة. وسيستفيد من خدمات المستشفى أزيد من155 ألف نسمة، موزعين على أربع عشرة جماعة قروية وجماعة حضرية واحدة. ويتكون الطاقم الطبي، الذي سيسهر على تقديم الخدمات الصحية بالمستشفى، من43 شخصا، يتوزعون ما بين اثنى عشر طبيبا من بينهم خمسة أخصائيين و28 ممرضا وثلاثة أطر إدارية. وينتظر أن تعرف أنشطة المستشفى الجديد كمعدل سنوي استقبال13 ألف حالة في المستعجلات، و500 استشارة طبية مختصة، و3700 حالة استشفاء، و800 ولادة. كما يتوقع أن تشهد مصالح المستشفى إجراء280 عملية جراحية، وعشرة آلاف تحليل مخبري، وثلاثة آلاف فحص بالأشعة. وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله إلى المستشفى تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة، والسيد فؤاد البريني المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، ورئيس المجلس البلدي لتارجيست، وشخصيات أخرى. وقد أشرف جلالته على تدشين مركز لتكوين وتأهيل المرأة، ودار للفتاة أنجزتهما مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وبعد إزاحة الستارعن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذا المركز، الذي تم إنجازه في إطار شراكة مع الفاعلين الجمعويين المحليين والمجلس البلدي لتارجيست والمكتب الوطني للكهرباء. وسيوفر المركز، الذي كلف إنجازه غلافا ماليا يبلغ مليون درهم، تكوينا وتأهيلا لفائدة المرأة في تخصصات الخياطة والاعلاميات، علاوة على دروس في محو الامية، وهو ما سيؤهله للمساهمة في إدماج المستفيدات في النسيج الاجتماعي والاقتصادي. ويندرج إحداث هذه المنشأة الاجتماعية في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة النساء والفتيات، والرامية إلى تمكينهن من المساهمة بفعالية في التنمية الشاملة للمجتمع. وتتمحور هذه الجهود أساسا حول خلق فضاءات للتكوين والتربية والثقافة من أجل تمكين النساء والفتيات المنحدرات من أوساط معوزة من إبراز مؤهلاتهن وممارسة أنشطتهن الجماعية في مختلف المجالات. وكان جلالة الملك قد وضع في 26 يوليوز من السنة الماضية الحجر الأساس لبناء مركز تكوين وتأهيل المرأة بتارجيست، الذي يفتح أبوابه هذه السنة بمناسبة الزيارة الملكية الميمونة لإقليم الحسيمة. وسيستجيب هذا المركز لحاجيات النساء بالمنطقة في مجال التكوين باعتباره فضاء للتعلم والاستقبال متعدد الاختصاصات والوظائف. وقد تم بناء المركز على وعاء عقاري يمتد على مساحة253 مترا مربعا، ويتكون من ثلاث مستويات تضم مجموعة من الفضاءات موزعة ما بين جناح للاستقبال وقاعة متعددة الوظائف وورشتين وقاعة للاعلاميات وحضانة ومرافق إدارية وصحية. أما دار الفتاة بتارجيست، فتهدف إلى تمكين المستفيدات من متابعة دراستهن في ظروف جيدة من أجل إدماجهن في الحياة السوسيو مهنية. كما تروم المساهمة في وضع حد لظاهرة الهدر المدرسي التي تنتشر أساسا وسط الفتيات المنحدرات من العالم القروي، والتي تشكل عائقا أساسيا أمام إدماجهن وانخراطهن في دينامية التنمية الشاملة للبلاد. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه الدار54 فتاة، ومن شأنها المساهمة في الرفع من نسبة التمدرس بالمنطقة، وبالتالي التقليص من مستويات الهدر المدرسي. وقد تم بناء هذه المنشأة، في إطار شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء بغلاف مالي إجمالي بلغ ثلاثة ملايين درهم، على مساحة927 مترا مربعا، منها635 مترا مربعا مغطاة. وتضم دار الفتاة، التي تتكون من طابقين، مرافق متنوعة موزعة ما بين خزانة وقاعة متعددة الاختصاصات ومراقد ومقصف ومطبخ ومرافق صحية متنوعة. يذكر أن الدينامية التي أطلقت في مجال دعم البنيات الأساسية في قطاع التعليم، من طرف مختلف الفاعلين العموميين والخواص، مكنت خلال الموسم الدراسي الحالي من التقليص من حدة ظاهرة الهدر المدرسي، وبالتالي الرفع من معدل التسجيل في مختلف المستويات بالمؤسسات التعليمية. كما كان للمبادرات التي قامت بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن في هذا المجال وقع خاص في تشجيع التمدرس، حيث قامت المؤسسة ببناء سبعين مركزا مماثلا بمختلف مناطق المملكة تستقبل نحو7000 من الشباب وتوفر لهم فضاء تربويا ملائما يمكنهم من متابعة دراستهم في أحسن الظروف. وكان قد تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله السيدة زليخة نصري مستشارة صاحب الجلالة عضو المجلس الاداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، وعدد من أعضاء المجلس، وعدد من أعضاء لجنة الدعم الدائمة للمؤسسة، والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، ورئيس جمعية “مبادرة نسائية للتنمية والتضامن” وشخصيات أخرى.