لقد مر ما يزيد عن خمسة أشهر ونصف عن إنطلاق مشروع تقوية وإصلاح المحور الطرقي الرابط بين منطقة لعسارة وبنطيب والأشغال هذه ما تزال متواصلة بكيفية مستمرة رغم تزامن شهر رمضان وارتفاع حرارة النهار مع الفترة المخصصة لإنجاز هذه الأعمال، هذا وقد تم قطع أشواط مهمة على هذا المستوى منذ انطلاق العملية خلال فبراير الماضي. هذه الطريق التي خصص لها غلاف مالي مهم، تخترق مجموعة من المداشير والدواوير التابعة لجماعة أمهاجر عانت من التهميش ولمدة طويلة من الزمن شأنها في ذلك شأن باقي مناطق البور غير المحضوض، وهو الأمر الذي جعل العديد من أبنائها ينخرطون وبوثيرة سريعة في مسلسل الهجرة الخارجية التي عرفتها مختلف المناطق الشمالية بالمغرب في اتجاه بلدان أوروبا الغربية، وتجدر الإشارة هنا بأن منطقة لعسارة لم تستفيد كثيرا من عائدات أولائك المهاجرين الذين فضلو رغما عنهم استثمار أموالهم في مجال البناء خارج مسقط الرأس باتجاه المدن الكبرى والمراكز الحضرية الصغرى المجاورة، خاصة وأن ظروف الحياة أصبحت جد صعبة من جراء غياب أدنى الضروريات كالطرق والمسالك التي توصلهم إلى مساكنهم الأصلية. وفي السياق ذاته لابد من الإشارة بأن قرية لعسارة عرفت في الآونة الآخيرة ظهور العديد من المساكين بموصفات عصرية خاصة، تتركز بشكل خاص على جنبات هذا المحور الطرقي، لكن تفاقم رداءة هذا الآخير قلص كثيرا من هذه الدينامية، وحاليا الآمال كلها معقودة على هذا الطريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتدارك التأخر الصارخ الذي يميز المنطقة على مستوى التجهيزات الاجتماعية والسوسيواقتصادية والبنيات التحتية اللازمة.