تعيش الطريق الجهوية الرابطة بين إقليمجرسيف وجماعة مزكيتا عبر قصبة مسون، والتي هي من أهم الطرق الرئيسة التي تربط مدن وسط المملكة بمدن الشمال من بينها الناظور والدرويش، وضعية كارثية بعد الذي آلت إليها منذ عقود، على الرغم من كونها محورًا أساسًا لعبور المواطنين والبضائع، حيث لم تستهوِ الجهات المسؤولة للنهوض بها لتصبح طريقة مؤهلة لاستعمال العربات الكثيرة التي تضطر إلى العبور من خلالها. هذا بصرف النظر، عن أن المناطق المجاورة التي تربطها الطريق بمدن المملكة، تنشط في المجال الفلاحي الذي يعتبر المورد الوحيد لها، وهي على وضعيتها الراهنة تشكل عائقًا أمام عبور العربات المشحونة بالبضائع ضمن عملية التصدير والاستيراد، زيادة على كثرة الأسواق المتواجدة في ذات المناطق. وتتوفر الطريق موضوع الحديث، على ثمان قناطر، بعضها انهار منذ زمن، وبعضها أصبح آيلا للانهيار، وذلك لكثرة الوديان المتواجدة على مستواها، زيادة على هشاشة البنية التحتية، وقد تم تشييد قنطرة من هذه القناطر منذ ثمان سنوات، ولم تبق صامدة أمام قساوة الطبيعة إلا سنة واحدة، قبل أن تجرفها مياه الوادي وتحولها إلى ركام، ومنذ ذلك لم يتم إصلاح القنطرة، وبقيت على ما هي عليه مصدر خطر مستمر. وتتسبب الطريق المذكورة، في حوادث سير، لكثرة الحفر المنتشرة على امتدادها، يذهب ضحيتها الكثيرون من مستعمليها، كما أنها تلحق أضرارا محتملة بالعربات التي غالبًا ما تتوقف لعطب طارئ يصيب العجلات أو المحرك، هذا بصرف النظر عن أن الطريق يصبح من المستحيل استعمالها بالنسبة لسيارات الإسعاف المُحمّلة بالمرضى أو النساء الحاملات. وفي فصل الشتاء، يتكبد مستعملو هذه الطريق خاصة التجار، والفلاحون، معاناة حقيقية لما تصبح عليه الطريق من انتشار البرك المائية، والأوحال، فتصبح عائقًا كبيرا أمام هؤلاء الذين يقصدون الأسواق الأسبوعية الرئيسة التي تربطها الطريق بالمدن الأخرى، مثل أسواق جرسيف، مزكيتا، تازة، عين زهرة، الدريوش، العروي، سلوان... وانطلاقا مما تشكل هذه الطريق من أهمية في تسهيل مأمورية العبور أمام المسافرين، والتجار، وتنشيط الدينامية الاقتصادية، ومما باتت عليه من وضعية كارثية يصبح استعمالها مغامرة حقيقية، فإن أمر إصلاحها أصبح ضروريا للجهات المسؤولة، خصوصًا وأن الطريق المذكورة تعتبر شريانا نابضًا، ومعبرًا رئيسا في ربط مدن الشمال بمدن وسط المملكة، في ظل صلاحية الطرق الأخرى البديلة التي تعيش هي الأخرى في وضعية رديئة وكارثية.