في غياب أي تدخل حكومي أو جماعي، يلجأ عدد من سكان جماعات قروية ب”جرسيف” إلى استعمال الجرار والآلة الرافعة للعبور ونقل الناس والبضائع والماشية، خصوصا أثناء انخفاض منسوب مياه الوادي، وذلك بعدما أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى انهيار جل القناطر التي تربطهم بالعالم الخارجي، وألحقت الأضرار الكبيرة بجل طرقها، علما بأن بعضا منها حديث العهد بالبناء. وبالرغم من هذا “التجاهل”، فإن سكان كل من جماعة بركين وتادرات وراس القصر يأملون أن يمكن “وضع العمالة” الذي منح مؤخرا لبلدة “جرسيف” من النهوض بالبلدة وفك العزلة عن الجماعات المحيطة بها. “هذه الطرق أصبحت كارثية نتيجة ما وصلت إليه من ترد وتدهور خطيرين، أضحت معه حياة السكان والسائقين، على حد سواء، معرضة للتهديد أكثر من أي وقت مضى”، يقول العربي هليل، أحد أطر المنطقة. وزاد وضع الطرق المهترئ من محنة سكان هذه الجماعات، في ظل غياب البنيات التحتية الأساسية، من مدارس ومستوصفات.. وفي ظل انهيار جل القناطر الرابطة بين هذه الجماعات ومركز البلدة، يتوافد عدد كبير من السكان على القنطرة الوحيدة التي تمكنهم من بلوغ المركز عبر حي الشويبير. هذا في وقت يشير فيه هؤلاء إلى أن هذه القنطرة جد ضيقة وذات اتجاه واحد، وتعرف يوميا اكتظاظا كبيرا. ويتطلب التنقل إلى السوق الأسبوعي، في ظل هذه الأوضاع، ساعات طويلة. وبالرغم من أن مشروعا يقضي بربط جماعة بركين بعمالة تازة، عبر تخيامين، يعود إلى الستينيات من القرن الماضي، فإن هذه الطريق لا تزال، إلى حد الآن، غير معبدة. وهذا ما يثير استغراب ساكنة هذه الجماعة.