في الصورة العبور صعب المنال حين يهيج واد كرو -تصوير عز الدين كايز أكلموس : إستياء شعبي عميقكلما تساقطت الأمطار "للالتحاق بعائلتي، أضطر لعبور هذا الوادي بسيارتي مرتين أو ثلاث مرات في اليوم ، لأن ممتلكاتي بهذه الضفة وأغراض المعيشة بالضفة الأخرى ، كما ترون نحن الآن في معضلة واحدة أمام هذا الفيضان ، لا أنا ولا أنتم ، ولا هؤلاء القرويين العزل لا نستطيع تجاوز هذا النهر الغاضب" . "" بهذه العبارات المليئة بالتذمر يعبر "مواطن " يوم السبت الماضي بمنطقة إيهبارن التابعة لجماعة أكلموس ، ونظراته المليئة بالمرارة مركزة نحو منزله المتواجد بالضفة الأخرى، لتتواصل و تتفاعل أحاسيس الاستياء البادية على وجوه القرويين المحاصرين بدورهم، بعد أن عادوا عند الظهر من سوق أكلموس للالتحاق بمنازلهم غير أن واد "كرو" قال كلمته الأخيرة. " من العار أن لا نتوفر على قنطرة لعبور هذا المجرى المائي ، و نعيش باستمرار على هذه الحالة، نضطر يوميا لاجتياز هذا النهر، و لم يفكر المسؤولون بمعاناتنا بالرغم من قرع نواقيس الخطر التي تحدق بنا" يقول مواطن آخر. "إعلاتين ، آيت عيشة، آيت قسو ، آيت عسو، ازكوغن ، آيت موسى ، آيت ملوك، الى جانب آيت تعرابت، وتراتسة"، كل هذه المناطق التي تشكل الدعامة الأساسية من حيث نسبة سكان جماعة "أكلموس" ، تعيش في عزلة تامة ، ويعاني مواطنوها محنة عبور هذا النهر يوميا على الأقدام أو على الدواب و السيارات، لكن حين يهيج واد كرو بعد أن يزوده" واد محوف" وواد "بوخميرة" بسيول التساقطات المطرية التي تجرف التربة الصالحة للزراعة و المحاصيل، يشكل مانعا و عائقا لاجتيازه، حيث يضطر المواطنون بدوابهم و مستلزماتهم، انتظار هدوءه، و قد يستغرق ذلك ساعات عديدة ، وفي بعض الأحيان المبيت على ضفافه حتى الصباح، ويصبح لم الشمل صعب المنال، ويشكل خطرا حقيقيا على هؤلاء السكان المغلوبين على أمرهم ، و حتى دفن الموتى يجد السكان صعوبة لنقلهم إلى مقبرة آكلموس. في ظل هذا الوضع المتأزم الذي تعيشه هذه الشريحة من المواطنين من تهميش، و تردي الأوضاع الاجتماعية للساكنة ، توالت في الشهور الأخيرة تنديدات السكان عن تأزم هذه الأوضاع ، و تفضح أشكال الحيف و الزبونية في تسيير الشأن العام المحلي . لا تقتصر معاناة سكان قبائل "إهبارن" مع واد كرو فحسب بل تمتد تلك المعاناة على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية ، وإلى جل البنيات التحتية ذات ارتباط جدري مع السكان. إن أغلب الطرق بالمنطقة لا تصلح لا للسير على الأقدام ، رغم طولها، و هي في خصام مع التبليط و لم يمن عليها المسؤولون منذ زمان بقليل من الحصى و الزفت، بالرغم من العدد الهائل من القرى التي توحدها، الشيء الذي أثر سلبا على ازدهار و تنمية المنطقة فلاحيا. و هناك العديد من الطرق التي قد يكون لها في حالة انجازها ، دورا مهما على صعيد تنقل السكان و تسويق منتوجاتهم. ، فالطريق الأول الذي يربط "تارميلات بتارتسة" ينتظره السكان بفارغ الصبر، نظرا لصعوبة التنقل عبره على الأقدام و الدواب، و خصوصا خلال فصل الشتاء، و هناك طريق ثان أيضا بين "تغرمت أوزماك، وآيت ملوك عبر سيدي حسين" أصبحت غير صالحة للإستعمال بسبب الإنحرافات الكثيرة، وكثرة الحفر والأخاديد التي أبرزتها السيول خلال التساقطات المطرية الأخيرة . الشيء الذي يدفع السكان إلى التساؤل عن إهمال هذا المسلك و العناية به و تعبيده، الطريق الثالث ينطلق من "الباراج إلى تارميلات" بدوره لازالت حالته شاهدة للعيان، هذه الطرق رغم أهميتها و العدد الكبير من القرى و المداشر و القبائل التي تخترقها لم تحظى لحد الآن بالتفاتة لإخراجها من هول التردي الذي تعيشه، و تجنب السكان محنة التنقل سيرا على الأقدام . لا حديث اليوم للمواطنبن بقبائل "إهبارن" إلا عن مشكل أو معضلة توفير قنطرة للعبور على مجرى واد كرو ، وعن مشكل الطرق ووسائل التنقل التي تعرقل عملية تسويق المنتوجات ، ورفع مستوى الإنتاج الفلاحي، وتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة التي تتوفر على مؤهلات سياحية طبيعية تستدعي استغلالها. ان حركة التنقل بين القرى صعب للغاية يصرح رحو أحد أبناء المنطقة خصوصا في فترة العواصف، نظرا لكثرة الأوحال و طبيعة التربة الطينية الثقيلة، فيكون الضحايا الأوائل هم التلاميذ و رجال التعليم و الفلاحون، ومما يزيد الطين بلة حسب نفس المصدر هو أن مداخيل الجماعة لا تستغل لفتح هذه المسالك و انجاز شبكة الطرق.