مع انطلاق فعاليات المعرض الدولي للفن بالدارالبيضاء (بينال الدارالبيضاء) تتحول العاصمة الاقتصادية للمملكة٬ وطيلة أسبوعين٬ إلى عاصمة دولية للفن على غرار العواصم الثقافية العالمية (البندقية٬ الشارقة٬ دكار٬ اسطنبول٬ الاسكندرية٬ وجوهانسبورغ). ففي دورته الأولى٬ التي ستقدم معروضاتها في عدد من الفضاءات الثقافية بالدارالبيضاء (المجازر القديمة٬ الأروقة الفنية٬ مدرسة الفنون الجميلة)٬ والتي تطمح إلى تأكيد مكانة المدينة ضمن قائمة المدن المشهورة بإشعاعها الفني على صعيد العالم٬ والمساهمة في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والثقافية في المدينة٬ ستعيش العاصمة الاقتصادية على إيقاعات فنية خالصة٬ تدمج في عوالمها كل الفضاءات التراثية بالمدينة للدلالة على غنى تراث الدارالبيضاء٬ وإبراز مدى أهمية إدماج الأعمال الفنية في النسيج العمراني. وبهذه المناسبة٬ اعتبر وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي في تصريح للصحافة خلال افتتاحه البينال الدولي للفن يوم الجمعة٬ أن هذه التظاهرة الفنية الكبيرة ستسهم في جعل مدينة الدارالبيضاء مدينة ثقافية يعادل إشعاعها الفني مكانتها الاقتصادية،مضيفا أن المدينةالبيضاء تمتلك من المؤهلات ما يخول لها أن تصبح قطبا ثقافيا بامتياز مستشهدا في هذا الإطار بخصوصياتها المعمارية التي تحمل كل عناصر تميز معمار القرن العشرين وبأروقتها الفنية وبنشاطها الثقافي الدائم. وسيكون هذا البينال الفني٬ الذي سيستمر إلى غاية 30 يونيو الجاري٬ مناسبة للتعريف بآخر إنتاجات أبرز الفنانين المغاربة٬ وتقريب الفنانين الأجانب المشاركين في الدورة كما الزوار من الحيوية التي يعيشها مجال الفن التشكيلي بالمملكة التي عرفت طيلة تاريخها كملتقى للحوار الحضاري بين ثقافات متعددة ومحطة للقاء بين تشكلات فنية مختلفة المشارب ( إفريقية٬ عربية٬ متوسطية٬ غربية) ولها امتداداتها على المستويين الاقليمي والدولي. وباختيارها تيمة "الحوار" لتكون شعارا لهذا الحدث الفني الدولي٬ تأمل دورة هذه السنة التي تجسد قيم الحوار والانفتاح التي تتميز بها المملكة٬ أن تشكل قناة للتواصل الفني والحوار الثقافي بين الفنانين المشاركين وعموم المتلقين.