نظمت الجماعة الحضرية لتطوان، أمس الثلاثاء، لقاء تم خلاله تقديم أول دليل معماري مشترك لمدن تطوان وطنجة والحسيمة والناظور ومالقة، الذي يعد وثيقة تدعو إلى إعادة اكتشاف تراث هاته المدن. وتسلط الوثيقة ، في جزئها المخصص لتطوان، الضوء على جوانب مهمة من تاريخ المدينة وموقعها الجغرافي وأهميتها التجارية والإقتصادية، وإشعاعها الثقافي والعلمي والحضاري. ويطمح هذا الدليل، الذي ينضاف إلى سلسلة الوثائق والكتب التي تخصص للحمامة البيضاء، إلى تقديم معطيات كافية بخصوص جوانب مهمة تتميز بها مدينة تطوان، وخاصة جمالية المعمار وعدد من الفضاءات العمومية كساحة مولاي المهدي. كما خصص الدليل حيزا هاما لمحطة القطار القديمة التي كانت تربط بين مدينتي تطوان وسبتة المحتلة ، حيث لعبت دورا محوريا في تنشيط الحركة التجارية والإقتصادية، مع تقديم لمحة موجزة عن هذه المعلمة المعمارية التي تحولت ، بعد ترميمها ، الى متحف للفن المعاصر. ويتضمن هذا الدليل أيضا صورا لشوارع المدينة الكولونيالية، بالإضافة إلى تناوله لمعالم ثقافية وعلمية مثل دار الصنائع التي شيدت سنة 1925 ولعبت دورا مهما في تكوين عدد كبير من الصناع التقليديين في مختلف الحرف. وتوقف هذا الدليل بالخصوص عند معلمة "مسرح إسبانيول" الذي شيد سنة 1923 والذي تبلغ طاقاته الإستيعابية حوالي 2200 متفرج، وهو من إبداع الفنان مريانو بيرتوتشي الذي ترك بصماته الواضحة على الهندسة المعمارية بمدينة تطوان. كما خصص هذا الكتاب حيزا هاما للمعهد الثقافي الإسباني (سربانطيس) وتاريخ هذه المعلمة وما تزخر به من جمال معماري. وبالإضافة إلى مدينة تطوان، يتناول هذا الدليل، الذي يضم 349 صفحة، فقرات تتحدث عن المعالم المعمارية لمدن طنجة والحسيمة والناظورومالقة. وقد أبرز نائب رئيس الجماعة الحضرية السيد سعيد بنزينة ، خلال هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص مهندسون وفنانون تشكيليون وفعاليات جمعوية ، أن إصدار هذا الدليل يندرج في إطار التعاون الدولي وعلاقات الشراكة التي تجمع الجماعات الحضرية لتطوان ومدينة مالقة الإسبانية. ومن جهته أكد القنصل العام الإسباني بتطوان أهمية هذا الدليل بالنسبة لمدينة الحمامة البيضاء التي تشكل تراثا إنسانيا عالميا، مبرزا جمالية المعمار بهذه المدينة وغناها الثقافي.