بضواحي جماعة شقران بالحسيمة، وبالضبط بدوار آيث ظواهر بمنطقة آيث ثامزغا، رأى عز الدين أولاد لمقدم النور، ليشرع منذ طفولته في تعلم "الجيتار" وترديد الأغاني التراثية الريفية القديمة "إزران" مع أبناء مسقط رأسه، نظرا لتأثره البليغ بالنساء وهن يؤثثن الأعراس والمناسبات وبعض العادات اليومية بأهازيغ وأشعار توارثتها الأجيال لمئات السنين. عزالدين أولاد لمقدم واسمه الفني "عزالدين الحسيمة"، يعتبر واحدا من المواهب الموسيقية الصاعدة التي فرضت اسمها مؤخرا في الساحة الفنية بمنطقة الريف، وذلك لاختياره شق طريق التميز بعيدا عن التقليد أو الانخراط في أداء الأغاني الموسمية والتجارية، مفضلا "إزران" نمطا موسيقيا يبدع فيه ويعصرنه باستعمال آلات موسيقية متنوعة وحديثة أعطت لصوته العذب قوة استقطاب واسعة مكنته من حصد أرقام هامة من المشاهدات على قناته في موقع "يوتيوب" وصلت لأزيد من 5 ملايين مشاهد. في هذا الصدد، يؤكد عزالدين الحسيمة، أن بداياته كانت منذ نعومة أصابعه، حيث كان الفن بالنسبة إليه هوسا يعيشه وإحساسا يتلمسه بشكل دائم، ما جعله يصنع رفقة أبناء الدوار الذي ترعرع فيه آلة "الجيتار" باستعمال علب القصدير، ويوظفه في أداء وترديد أغاني تراثية تندرج ضمن صنف "ازران"، وذلك إلى غاية مرحلته الثانوية التي شهدت تطورا ملحوظا بعد التحاقه للدراسة ببني بوعياش في إقليمالحسيمة. هذه الفترة شكلت تغيرا في حياته الفنية، وفتحت أمامه فرصا أخرى لتعلم الموسيقى رفقة أصدقاء آخرين كانوا يتدربون على العزف، ما لم يهدره واستثمره لصالحه إلى غاية تمكنه من العزف والغناء الاحترافيين.