مازالت تداعيات فضية وفاة الضحية قدور بوشيخ، الذي وجدت جثته غارقة في الدماء نتيجة إصابات بليغة في الرأس والظهر على مقربة من خم دجاج في ملكيته بدوار اعيادن التابع لجماعة بني سيدال الجبل على مشارف مدينة الناظور مبهمة وتحتاج إلى تعميق البحث مع أطراف أخرى في القضية لم يتم التحقيق معها. ويروي بومدين بوشيخ بنبرة حزن شديد ما يعتقد أنها "ملابسات مغيبة" في جريمة أودت بحياة ابنه قدور بوشيخ البالغ من العمر 39 سنة، وبدا إصراره واضحا في تصريحاته "للصباح" على التماس الجهات القضائية تعميق البحث في ظروف وملابسات الجريمة لكشف الدوافع الحقيقية لارتكاب الفاعل الأصلي لفعلته، وضرورة أن يطال التحقيق أطرافا أخرى، سيما بعد إخلاء سبيل شخصين تم الاستماع إليهما في محاضر الدرك الملكي. وتعود وقائع الجريمة والتي هزت دوار اعيادن التابع، إلى صباح يوم 18 شتنبر الماضي حيث وجدت جثة قدور غارقة في الدماء نتيجة إصابات بليغة في الرأس والظهر، ووفقا لمحضر الدرك المنجز في نفس يوم وقوع الجريمة تحت عدد 802، فقد نفى شريك الضحية المدعو "م.ب" أن تكون بينه وبين الهالك أية عداوة، وان علاقتهما كانت طيبة وكانا يقتسمان الأرباح بدون مشاكل. بينما أكد "م.م" انه عاين نشوب مشاداة بين مستخدمه قدور والجاني، وعلم أن سبب الخلاف بينهما يعود إلى إصرار الجاني على اخذ قدور 2000 درهم من قدور متبقية بذمته من قيمة بيعه لدجاج في ملكيته، مضيفا أن الأمور تطورت بينهما إلى السب والشتم واخذ الهالك عصا للدفاع عن نفسه كما تسلح الجاني بمنجل وسكين صغير، بينما غادر هو المكان حيث كان قد قرر بمناسبة عيد الفطر السفر لزيارة والديه بنواحي صفرو. ومكنت هذه التصريحات في صباح نفس اليوم من اهتداء رجال الدرك بسهولة إلى تحديد هوية القاتل، وتم اعتقاله بعد مباغتته وهو نائم بأحد الأكواخ بمدينة ازغنغان القريبة من مكان وقوع الجريمة، وأمام رجال الدرك اعترف تلقائيا بأنه قصد خم تربية الدجاج الذي في ملكية الضحية وفي نيته الانتقام منه في حال امتناعه عن تسليمه المبلغ الذي في ذمته، وبعد شجار بينهما استل العصا من الهالك وسدد له بها ضربات قاتلة. وعكس تصريحات الشريك في محضر الدرك، أكد والد الضحية أن الطرفين كانا على خلاف دائم حول عائدات وأرباح تربية الدجاج، مضيفا في تصريحه "للصباح" أن سبب الخلاف بينهما يعود إلى أن قدور وضع رهن إشارة شريكه مبلغا مهما لرواج تجارتهما، غير انه كان يلح عليه باستمرار لمراجعة عائدات ومصاريف معاملاتهما وهو ما كان يتهرب منه الأخير باستمرار، الأمر الذي دفع "م.ب" إلى استئجار منفذ عملية القتل للتخلص من طلبات قدور المتكررة. ولتعزيز أقواله تقدم بعد مرور عشرة أيام من مقتل قدور إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالناظور بعريضة يقر فيها 70 شخصا من سكان الدوار بوجود خلافات سابقة بين الهالك وشريكه "م.ب" مرفقة بشكاية ضد كل من مستخدم الهالك "م.م" وشريكه "م.ب" الذين أطلقا سراحهما، غير أن اتهام والد قدور ل "م.ب" لم يرد في أقواله التي يتضمنها محضر الدرك الملكي. ومن المفارقات التي تزكي الغموض أكثر في هذه القضية أن شكاية منفصلة موجهة من قبل احد سكان الدوار الذي يسكنه شريك قدور تقدم بها إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالناظور بتاريخ 31 غشت (18 يوما قبل وقوع الجريمة) يتهم فيها قاتل قدور بمحاولة قتله بواسطة سكين كبيرة وهو ما نجم عنه إصابته إصابات خطيرة على مستوى الرأس، وفي الشكاية نفسها اتهم المعني بالأمر بشكل صريح "م.ب" ( شريك قدور) بكونه من يقف وراء استئجار وتحريض المعتدي عليه، فهل كان إلقاء القبض على المتهم في حينه ليجنب قدور جريمة القتل التي تعرض لها، ولماذا اتهمت الشكاية "م.ب" بالتحريض على القتل كما يتهمه حاليا والد قدور، مجرد صدفة أم قرينة إدانة؟. * مراسل جريدة الصباح بالناظور