يا ابي ... أمدينة هذه أم سجن بلا قضبان يحكم فيه على الأسرى بالإعدام كل زقاق ينعت الحزن بشتى أنواعه تتراقص من حوله أشباح الويل وفي الشوارع مكتوب على الأرصفة لغة الصمت فلا يصمت الكل عن أي قول كان آو مكان. ياابي ... ماذا تعلمنا من شيخ القبيلة ؟ والوقت يشيخ فينا قيل انه كان يوزع صداه في المداشر الفقيرة وما يتكلم عن جراحنا وأحزاننا يمضي كفارس على جواده فوق العصافير الصغيرة والناس تركع له كأنه رب المدينة كم من سنين مرت وأيام مضت والجرح مرسوم في وجه المدينة ثلاثون عاما ياابي... كل يوم يصدر قرار ويلغيه شيخ القبيلة هل انبعث يا سيد الأرق هذا الشيخ فينا أم انه سيد حزب الرذيلة يتوضأ بجرعة ..... ويصلي في محراب الغدر من اجل الهزيمة ترى أمدينة هذه أم منفى ؟ في وجه الرضيع مرسومة لغة الحزن والسيف تكسر بالشهوات لما علم أن الحزن يتحشرج بدمنا ويمشي فينا. فيا سيد الخيل إن سماك لاتمطر ولا تنسج الغيم في شوارع المدينة حديقتك مليئة أشواكا امشي فيها حافي القدمين وأصيح يازمن الفجائع متى تحلوا الأحلام الجميلة لتشرق شمس المغيب علينا ونمضي من حيث أتينا فنحن قيل عنا الكثير الكثير قيل كائنين وسط النجوم القليلة ومحاصرين بالرياح والجراح والحزن ممتزج بدمنا ويمشي فينا. ترى هل الحزن خرافة أم وهم سلطه علينا شيخ القبيلة..؟ نستدعي اضرفة الرياح والجراح لمعرفة أين راحت أمانينا حين يسألني الصباح المبكر عن الأنشودة التي أضاعت طريقها كما أضاعت أمانينا اتجاهها حين استدعت ماضيها ورفضت أدغال عزلتها ونهت علاقتها بالشمس وهمسات اللمس وأنات كل الجهات وتفرقت في أنحاء الدروب لتفك رموز الحصار وتشيع موتانا بالعطر والياسمين وتمضي بأرواحنا سالمين الى عش القصيدة.