اطفال بعمر الزهور , يرتدون ملابس مهترئه و رثّة , اجسادهم نحيفة و وجوههم شاحبة وعيونهم مليئة بالألام والحسرات , انهم ينتشرون في شوارع وطرقات مدينة الناضور ,يبيعون العلكة والمحارم والسجائر تارة و يستجدون المارة تارة أخرى .يمدون أياديهم الناعمة والمتسخة من جور وقسوة الحياة او من تنظيف زجاج السيارات او مسح الأحذية على الارصفة ....وغيرها من الاعمال التي تشكل لهم مصدراً للدخل بعد صراع مرير ويومي على ارصفة الطرق وفي الشوارع او عند الاشارات المرورية لتكون الحصيلة اخر النهار بضعة دراهم يسلمونها لأولياء أمورهم -سواء كان بينهم ارتباط بيولوجي أو مكتريهم- لا تسدّ الاّ جزءاً بسيطاً من احتياجات ومتطلباتهم اليومية . ان القسم الاكبر من هؤلاء الاطفال منقطعون عن الدراسة , بالاضافة الى الناحية الاخطر، وهي انحرافهم عن حياة اسرية سليمة بالمعنى العلمي والاجتماعي والصحي لمفهوم الاسرة.حيث أن أغلبهم يفتقد المعنى الحقيقي للحنان الأسري حيث يلغى المفهوم الكوني للارتباط العائلي ليعوضه ارتباط مادي صرف اد أن الطفل مجبر على العمل مند الساعات الأولى من الصباح الى غاية فراغ الشوارع فلا وقت محدد لديه ما يحرمه من التمدرس و اللعب مع أقرانه و بالتالي يحرم من عيش طفولة سليمة كأقرانه .و في حالة نقص المدخول اليومي يتعرض الطفل لتعديب جسدي من طرف مشغله ما يعد جريمة تستوجب التنديد والإستنكار أسئلة كثيرة تطرح نفسها فالى متى تبقى الوعود حبرا على الورق ؟ الى متى يبقى اطفالنا بلا مأوى وبلا رعاية ؟ اين دعم الأعمال الاجتماعية والجمعيات الخيرية ؟ اين خطط و برامج مكافحة التسول التي اعدت ووعدت بالتطبيق ؟ اين مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات التي تعني بالطفولة و المرأة؟ وماذا عن شريحة النساء اللواتي تتزايد اعدادهن يوميا وهن يجلسن على الارصفة وامام المساجد وعلى ابواب الاسواق والمحلات التجارية و يطلبن من المارة المساعدة ؟ ما هو الدافع الرئيسي وراء انتشار و ازدياد ظاهرة الشحاذة بين النساء والاطفال تحديدا في الناضور ؟ الم يقل غاندي " إذا أردت أن تغير وجه العالم، فلتبدأ بالأطفال " ؟ هل نريد ان نغيير؟ الجواب نعم و بدون شك ، اذن لنبدأ بالاطفال نعم اطفالنا الذين يعانون من الظلم والتشرد و من قساوة الكبار ...نعم اطفالنا الذين حرموا من التعليم .اطفالنا الذين يعيشون اليوم في مهاوي الجهل والظلمات والالام. اطفالنا الذين حرموا قسرا من طفولتهم السعيدة ....نعم اطفالنا الذين يقضون اجمل ايام عمرهم على ارصفة الشوارع .. وعلى ابواب المساجد او عند الاشارات الضوئية يبيعون حاجات صغيرة لتلبية متطلبات واحتياجات كبيرة. ربما قدرهم أن يعيشوا محرومين لكن لنا القدرة أن نخفف عنهم و ندمجهم في المجتمع.ونجعل منهم سواعد لبناء الوطن