لا يختلف اثنان حول الدور الحيوي الذي لعبته حركة 20 فبراير كرد فعل مجتمعي إزاء أوضاع شابها الفساد ، وهي كإطار شعبي خرج إلى الشوارع يندد و يطالب بالقضاء على سياسات الريع و المتاجرة بأمل الشعب في حياة أفضل واحدة من بين حركات وإن لم تتخذ نفس المنحى فقد كانت هي الأخرى حاضرة في محطات حاسمة تميزت بالخطورة و أحاطت بها كل التضييقات و الممارسات القمعية إبان فترات كان فيها الخروج إلى الشوارع العامة للتنديد بسياسة المخزن و الإشارة إلى مكامن الفساد مرادفا للسجن و الاعتقال و التعسفات بمختلف أشكالها المعروفة و الغير المعروفة. مناسبة الحديث ما أقدم عليه رئيس المجلس البلدي للناظور على هامش لقاءه مع منابر إعلامية إلكترونية استغلها فرصة و محاولة لحجب طابور طويل من الأخطاء و سوء التدبير لعاصمة إقليم يعد قطبا استرتيجيا يعول عليه للعب أدوار هامة خلال المرحلة الراهنة و مستقبل الأيام. فماذا يعني أن يخرج رئيس المجلس البلدي في سابقة على مستوى كل جماعات و بلديات المملكة ليعلن خبر عزم ساكنة المدينة إطلاق إسم 20 فبراير على فضاء عام في ظرفية من المؤكد جدا أن شعبيته قد وصلت إلى الحضيض و أن كل فرد من ساكنة المدينة يتمنى لو حلت لحظة طلاقهم من رئيس مجلس وضعوا ثقتهم فيه و خانهم في لحظة أبان فيها عن نقص الدراية السياسية المرتبطة بتدبير ما هو محلي عندما سمح لنفسه بإثارة مشاكل قطاع النظافة و انخراطه في مواجهة مع الشركة المكلفة بتدبير النفايات في فترة لم يتحسس عواقبها إن على مستوى انعكاسات حالة الفراغ و عدم القدرة على الحلول محل الشركة التي حسب رإيه لم تفي بتعهداتها أو على مستوى انعكاس ذلك على شخصه و موقعه كسياسي ترشح لمهمة الرئاسة و يحمل صفة برلماني بما تعنيه الكلمة من ضرورة التحلي بالرزانة و الحكمة التي خانت رئيس بلدية الناظور و جعلته في حرب معلنة على واجهتين الأولى مع الشركة التي بارك حصولها على رخصة التفويت والثانية مع ساكنة لم يعد لها من حديث أو كلام تؤنس به ليالي الصيف الحارة سوى فضائح المجلس و فشله الذريع في تأمين جمع النفايات التي تأثثت بها شوارع المدينة و أضحت جزءا من المنظر العام الذي إن غاب تحول إلى استثناء يثير الضحك و الشفقة في نفس الوقت. ترى أي مستقبل يراد لهذه المدينة في ظل تقوقع نخبة على نفسها تروج لمنجزات وهمية و تحترف الضحك على ذقون ساكنة لم يسعفها حظها في أن تمتلك مجلسا يجس نبضات تطلعاتها و حجم احتياجاتها ؟ فبينما كان حريا برئيس المجلس البلدي للناظور أن يعقد ندوة صحفية أو لقاء مفتوحا يكشف فيه تفاصيل ما سماه خروقات الشركة أو من يقف وراءها حتى انتهى تدبير النظافة إلى الباب المسدود فضل الرئيس القفز إلى علو كبير و كان لا شئ يؤرقه و يؤرق الساكنة مبشرا الرأي العام بخبر إهداء إسم حركة 20 فبراير على إحدى الساحات العامة وفي ذلك نوع من ممارسة التبخيس و عدم الاكتراث بما تعيشه مدينة بأكملها تتوقع منه مبادرة جريئة تنزع عن المدينة رداء مطرح النفايات المفتوح وهو حق لكل الساكنة التي خرجت جماعات و أفراد تندد بما اقترفه مجلسها فكيف أن يتحدث باسمها ليعلن مغازلته لأعضاء الحركة الذين يمثلون جزءا من هذا المجتمع و من بين ما يطالبون به محاربة رموز الفساد أليس ما ارتكبه رئيسهم يندرج ضمن هذه الشعارات التي أثثت مسيرتهم منذ انطلاقها؟ سيدي الرئيس مهما تكررت و طالت مدة غيابك الذي أثار نقاشا مستفيضا و مهما تعددت أخطاءك و انكشفت مخططاتك لتحقيق مصالحك التي لم تستطع حجبها و مصالح ثلة ممن جعلوا من مجلس المدينة وكالة لأغلبية غير منسجمة يتهددها الشرخ بين الفينة و الأخرى فلا زالت لديك فرصة الساعات الأخيرة أو كما يسمى في المصطلحات الرياضية "الوقت الضائع" لكي تكفر عن ذنوبك و تعلن اعتزالك كخلاصة لفشلك و ليس كما قلت بأنك لن تترشح لبرلمان موجود على الورق فهذا الوصف أو المشجب ما كان ليغفل عنك منذ انخرطت في حملات انتخابية أوصلتك إلى شارع محمد الخامس بالرباط الذي يجزم أكثر من رفيق لك بداخل القبة أنه اشتاق لرؤيتك جالسا فأين لك أن تتحدث من داخله بالنيابة عن ساكنة منحتك أصواتها أمانة لم تصنها و أهملتها من دون حس أو غيرة تذكر. كان عليك وأنت تتوجه إلى الرأي العام المحلي أن تعلن توبتك من السياسة التي لا تجمعك بها سوى الحسنات و مشاريع النماء الشخصية و تؤكد فشلك الذي لا يعني بتاتا فشل من اصطفوا إلى جانبك لآننا نعلم جيدا كواليس تدبيرك و مزاجيتك وأنت جالس على كرسي الرئاسة، أقترح اعتذارك إلى الساكنة في لحظة بوح صادق بأنك لم تكن في الموعد وعند حسن ظن من صوتوا لصالحك و أن زمانك قد ولى ولا بأس في الاعتراف وانصرف لمشاريعك لعلها تتنامى أكثر وتتيح فرص للشغل من أبناء الساكنة التي خاب أملها فيك.