[email protected] أن التاريخ كله عبر و دروس و الكيس هو الذي يستفيد من هده الدروس و يجعلها نبراسا و قنديلا تضيء طريقه في غياهب الظلمات ظلمات الحياة المليئة بالتناقضات المليئة باللمذات و المتع الفانية و العادات الجديدة التي ما كانت عند أجدادنا الأولون وما أنزل الله فيها من سلطان. سأحاول الرجوع بكم الى بعض قصص التاريخ العربي من أجل إسقاطها على واقع اليوم الذي تشمئز منه النفوس سأتي بقصة من العصر الجاهلي رغم أن جاهلية اليوم أمر من جاهلية قريش القصة تقول أن أعرابيا تزوج فتاة من نفس قبيلتة و كانت هذه الفتاة آية في الجمال تأسر القلوب قبل العقول من رآها تمناها لنفسه و من سمع عنها اشتعلت نفسه اشتياقا لرؤيتها جميع رجال القبيلة كانوا يتمنون أن تكون من نصيبهم بل تنافسوا و سارعوا لخطبة ودها غير أنها أبت واستكبرت ولم ترضى بغير الأعرابي بعلا و زوجا لها ذات يوم سافر الأعرابي رفقة زوجته الى بعض القبائل العربية بغرض التجارة و كلما دخل قبيلة ما إلا و كانت عيون رجالها تأكل زوجته بالنظرات بالغمزات لجمالها الفتان الذي لم يخلق الله منه اثنان و لا خطر على الإنس و لا الجان ولم يسمعوا به في قصصهم كان يا ما كان. الأعرابي أحس بهذه النظرات واستشاط غضبا غير أنه كضم غيضه الى حين ولم يفاتح زوجه في هذه النظرات ولكن عندما عاد الى قبيلته طلق زوجته ولم يعرف أحد سبب الطلاق باعتبار زوجه يتمناها الجميع كيف لهذا الأعرابي أن يطلق من يحلم بها جميع الرجال ليلا و نهار و يتخيلونها في كل وقت و حين فاجتمع رأي أهل القبيلة أن يذهبوا الى الأعرابي من أجل استفساره عن سر الطلاق فأجابهم هل ترضون أن ينكح زوجاتكم شخص آخر بل أشخاص قالوا لا فقال زوجتي نكحها أشخاص كثر نعم نكحوها بعيونهم بنظراتهم بهمساتهم و أنا لا أرضى أن ينكح زوجي غيري لهذا طلقتها إن مناسبة استحضار هذه القصة المعبرة و المؤثرة ليس من أجل ذم الجمال و لا تمجيد التاريخ بل من أجل إسقاطها على الواقع المعيشي بالناظور خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة و عودة المهاجرين المغاربة من ديار المهجر و ما أحدثها من متغيرات على مدينة محافظة محتشمة فبمجرد القيام بدورة قصيرة في شوارع الناظور تشمئز نفسك من حال فتيات الريف الكاسيات العاريات فتيات في ريعان شبابهن لا يسترن من جسدهن إلا ما ندر لباس يظهر أكثر مما يخفي ملابس شفافة تجعل تضاريس الجسد ظاهرة و ماثلة أمام العين فتيات متزوجات مخطوبات ومنهن من تنتظر فارس أحلامها كلهن سواء كلهن يستعرضن أجسادهن هنا يقع المحظور فهؤلاء الفتيات يمرن أمام الشباب. و الشباب لا حولا و لا قوة لهم أمام هذه الأسحلة الفتاكة و المدمرة لكل المناعات الذاتية مما يؤدي الى ما يسمى بنكاح العين لهذا أتيت لكم بقصة الأعرابي الذي طلق زوجته لهذه العلة وفي الأخير لابد من طرح بعض الأسئلة ألم يعد رجال الريف يشعرون بالغيرة أم أن المادة قد سيطرت عليهم ؟ كيف يترك الأب و الأخ أخته أو زوجته أو .... تستعرض جمالها و جسدها أما القريب و الغريب ؟