حجيرة: مشروعي الإصلاحي يواجه بمقاومة شرسة من لوبيات الفساد شهد المركب الثقافي لمدينة وجدة يوم السبت ماقبل الماضي لقاءا مفتوحا، تحت شعار وجدة أي مستقبل لمدينتنا؟ من تنظيم الشبيبة الاستقلالية، وجمعية مغرب الغد. واطر هذا اللقاء الدكتور عمر احجيرة رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، مع حضور لا بأس به لمواطنين اغلبهم من فئة الشباب، وبحضور وسائل الإعلام بكل مشاربها. وفي مستهل كلمته المطولة أعرب رئيس الجماعة الحضرية عن تفاؤله الكبير بالمستقبل الذي ينتظر عاصمة الشرق مدينة وجدة، نظرا للزيارات الملكية المتكررة للمدينة وحجم المشاريع والاوراش المفتوحة التي جعلت من المدينة ورش يخضع لجميع الإصلاحات في أفق خلق قطب اقتصادي قوي بعد الدارالبيضاء وطنجة واستجابة لورش الجهوية الموسعة على حد قول احجيرة. العناية المولوية للمدينة لا تترك للمسؤولين مجالا للخطأ، في السير العادي والسليم لجميع الاوراش المفتوحة، نظرا للصرامة التي يعتمدها صاحب الجلالة بتتبعه لكل المشاريع الذي أعطى انطلاقتها عن قرب يضيف احجيرة. لينتقل بعدها الدكتور عمر احجيرة لتقريب المواطنين من الاوراش التي تم انجازها، أو التي شارفت على الانتهاء، وكذلك المخطط الجماعي للتنمية الذي صوت عليه المجلس البلدي بالإجماع في دورة أكتوبر لكونه سيخلق أفاقا للتنمية بالمدينة. ومن بين ابرز المشاريع التي ستنقل المدينة إلى تصدر المدن المغربية التي تخضع لتأهيل جذري على جميع الأصعدة : - إنشاء ثاني اكبر مطار بعد مطار الدارالبيضاء والذي بدأ في الاشتغال منذ الأسبوع الفارط. - الطريق السيار وجدةفاس الذي لم تعد تفصلنا على انطلاقته سوى ستة أشهر، مما يعني فتح الطريق نحو التنمية و الانتعاش الاقتصادي الذي ستشهده المدينة، كما حدث لمدينة اكادير حيث سجل انتعاش ورواج اقتصادي كبيرين فور بدا العمل بالطريق السيار اكاديرالدارالبيضاء. - المحطة السياحية بمدينة السعيدية، التي تعتبر من اكبر الاوراش السياحية بالمغرب والعالم، نظرا لجودة مرافقها واستجابتها للمواصفات العالمية للمحطات السياحية الكبرى في أفق تنفيذ المخطط السياحي 2020. - الطريق السيار وجدةالناظور، حيث دخل هذا المشروع ضمن أجندة وزارة النقل، حتى تصبح مدينة وجدة الواجهة المغربية نحو أوربا في أفق استرجاع مدينة مليلية المحتلة، بالإضافة إلى المحطة السياحية مرشيكا بالناظور... - المشروع الكبير الذي يخص تعبيد جميع أحياء مدينة وجدة، ويستمر ما بين 2010-2013 وبغلاف مالي ضخم 35 مليار سنتيم. - إصلاح المدينة القديمة وفق الهندسة المعمارية الإسلامية، دون إفراغها من طابعها العتيق، لكونها تشكل إرثا تاريخيا، رغم الهدم الذي تعرضت له من طرف الاستعمار، حيث تم جلب محرك من أمريكا، مع الحفاظ على الطابع الأصلي للساعة و الصومعة التي تحملها، مع جعل رناتها تتنافى مع رنات الكنيسة وكل هذا في إطار تحيين الجماعة الحضرية لتستجيب للتغيير الذي وقع بالمدينة. - بناء مستودع بلدي جديد، وكذا مخطط جديد للإنارة بمواصفات عالية الجودة. - بناء مقر جديد للجماعة الحضرية في أفق سنة 2014 يستجيب للتطور الذي تشهده المدينة وكذا في أفق حصول المدينة على صفة العمودية . - بناء مسرح بلدي جديد... - المساحات الخضراء: خلق مساحات خضراء كبرى بكل من(القدس)الذي سيشهد سابقة في هذا المجال حيث سيتم انجاز حديقة بتقنية(الويفي) لإيجاد أريحية اكبر للطلبة، نظرا لقرب الحديقة من جامعة محمد الأول. كما سيتم خلق حديقة أخرى بحي قبور النصارى وللاسكينة، عبر إعادة الروح لهاته الأخيرة. - تأهيل الأحياء الهامشية عبر محاربة البناء الفوضوي وتقوية الإنارة العمومية، وكذا الواد الحار، وتصريف الأمطار مع عدم استثناء أي حي رغم تفاوت نسبة الهشاشة بينهما، ورغم الأخطاء الكارثية التي وقعت في الماضي. - بناء محطة طرقية جديدة قرب أسواق ميترو، وعلى محاذاة الطريق المؤدية إلى الحدود مع الجزائر، حيث ستصبح هذه المحطة في وضع مريح عكس سابقتها التي تشكل عبئا على المدينة، وستمكن المحطة الجديدة من جعل كل الوافدين من الشقيقة الجزائر يشقون الطريق مباشرة إليها، في انتظار فتح الحدود، كما ستأتي في ملتقى الطريق المؤدية لمليلية، وكذا نحو الطريق السيار وجدةفاس. - إصلاح الملعب البلدي عبر زرع عشب طبيعي، وكذا صيانة مرافقه وبناء ملعب بعشب اصطناعي للتدريب، كما سيتم بناء عدة ملاعب سوسيو رياضية في أنحاء المدينة وبإضاءة ذات جودة متميزة. وفي الأخير شدد الدكتور عمر احجيرة رئيس الجماعة الحضرية إلى أن هذا غيض من فيض مشاريع واوراش كبرى مفتوحة في المدينة بل ان مدينة وجدة أصبحت ورشا مفتوحا برمتها، وهذا ما يجعل الكل ينخرط في هاته الدينامية من احزاب ومجتمع مدني ومواطنين للدفع بالمدينة نحو جعلها من بين أفضل الحواضر المغربية، نظرا لموقعها الاستراتيجي وكذلك للمؤهلات التي تتوفر عليها، ولهذا على حد قول الدكتور عمر احجيرة لو يعد هناك مبرر للساكنة للتحلي بمواطنتها عبر الذهاب بقوة لصناديق الاقتراع لكون الكل يتساءل في المغرب ماهو السر في تسجيل اكبر نسبة عزوف عن الانتخابات بالمدينة رغم تمتعها برعاية مولوية خاصة . وفي جواب على بعض الأسئلة التي أعقبت عرضه المطول تطرق الدكتور عمر احجيرة لحجم الاكراهات التي تواجهه للعمل بأريحية ووفق شروط سليمة، تمكنه من تنفيذ مشروعه الإصلاحي الذي يجد مقاومة شرسة من لوبيات الفساد بالمدينة وكذا لاكراهات داخلية تتمثل في ضرورة الخضوع لتنازلات مؤلمة للحصول على أغلبية وهذا هاجس كل رؤساء وعمداء المدن في العالم، وكذا إكراه الوقت واكراهات داخلية لخصها في المحيط الموجود فيه الذي يتكون من مستشارين لا يسايرون الدينامية التي تشهدها المدينة، وكذلك لوجود بعض الموظفين المرتشين ومحاولته الجادة للقضاء على ظاهرة الموظفين الأشباح، ليبشر في الأخير بعض الطلبة الذين تقدموا إليه بضرورة إعفائهم من الرسوم التي تثقل كاهلهم . بأنه بصدد مناقشة الأمر في البرلمان ليتم إعفاء هاته الفئة من الرسوم... وبقدر التفاؤل الذي تكلم به رئيس الجماعة بقدر المرارة التي اختتم بها عرضه لكون بعض العقليات لم تقبل التغيير لأنه لا يصب في صالحها، وكذا الشعبوية التي تنهجها المعارضة من اجل معارضة مصالح الساكنة بدون مبررات موضوعية، داعيا في الأخير كل الأحزاب إلى تنظيم لقاءات من هذا النوع بحضوره لكي يتلقى المزيد من الأفكار والاقتراحات والنقد البناء للتأسيس لثقافة تواصلية مع الساكنة يطبعها التشاور، كما دعا الجمعيات الشبابية لتنظيم منتدى للشباب تحت عنوان : مستقبل المغرب وجدة نموذجا، لكي ينخرط الكل في جعل المدينة تخضع لإصلاحات ثورية تتماشى مع رغبة صاحب الجلالة نصره الله ليختتم كلامه بدعابة قائلا:" رغم سقوط المولودية الوجدية للقسم الثاني فان مدينة وجدة تحتل المراتب الأولى في القسم الممتاز".