على الرغم من أن عدد المهاجرين المقيمين في كطالونيا يتجاوز المليون شخص إلا أن الأحزاب السياسية في هذه المقاطعة لم تضم في قوائمها للانتخابات المحلية القادمة التي ستجري في 28 نوفمبر القادم إلا عدد قليل من المرشحين من أصول أجنبية لخوض هذه الانتخابات، ومع ذلك، تبقى هذه الأرقام جيدة بالمقارنة مع جهة مدريد مثلا، والتي لم تشهد بعد أي حضور سياسي للمهاجرين على المستوى المحلي على الرغم من وجود عدد مشابه تقريبا لكطالونيا. وشملت هذه القوائم للأحزاب الستة القائمة في كطالونيا 10 مرشحين من أصول أجنبية من مجموع 810 مرشح حيث تعتبر هذه النسبة المتعلقة بالأجانب نسبة متدنية بشكل كبير مقارنة بحجم الأجانب المقيمين في الإقليم. ففي برشلونة ضمت القوائم المرشحين العشرة من بينهم سبعة مرشحين من أصول مغربية واثنين من أمريكا الجنوبية ومرشح إفريقي واحد حيث أن جميعهم تقريبا مرشحين في قائمة الأحزاب اليسارية: ستة في قائمة الحزب الاشتراكي، باستثناء مرشح واحد لحزب التوافق والوحدة الكطلاني. ويشار إلى أن إمكانية الفوز بقائمة الأجانب تمنح فرصا حقيقية بالنسبة للنواب الحاليين روبرتو لا بانديرا من البراغوي ومحمد الشايب من المغرب وكلاهما منتميان للحزب الاشتراكي الكطلاني. وأعرب النائب في البرلمان الجهوي عن الحزب الاشتراكي الكطلاني محمد الشايب في هذا السياق عن "استيائه" حول التصريحات العنصرية الأخيرة المتعلقة بالخطاب السياسي للأحزاب اليمينية (الحزب الشعبي) حيث لن تؤدي سوى إلى "تفاقم الاستياء لدى المهاجرين بدلا من البحث عن الاندماج"، مضيفا أنه "لمن الخطورة بمكان أن يتم خلط الهجرة بالإجرام خاصة وأننا في بداية عملية الاندماج وهذا يشجع على الأصولية والإرهاب" على حد قوله. وإلى ذلك أشارت عواطف ستيتو من أصل مغربي وعمرها 31 عام والمرشحة المستقلة رقم 73 من أصل 85 مرشح في قائمة حزب التوافق والوحدة (من الصعب أن تفوز كونها في مؤخرة القائمة)، "أنه على الأجانب السعي لتحقيق مطالبهم حيث أن بعض المهاجرين لديهم عند الوصول إلى كطالونيا نقطة سلبية مرتبطة بالخجل لعدم معرفة ماذا سيقولون (...)"، على حد وصفها.