الصورة مركبة بعدسة طارق الشامي في مبادرة سياحية جديدة بمراكش، قام مسافرون بجولة سياحية عبر منطاد هوائي في سماء مراكش ونواحيها للوقوف على جبال الأطلس الكبير المطلة عليه. واستمتع المشاركون بلحظات ستظل خالدة في الذاكرة، بجمال المناظر الطبيعية التي تشكل روعة وغنى المغرب، والتي تكسر رتابة الحياة اليومية. وكان هذا التحليق الهوائي وسيلة جديدة لاكتشاف المدينة الحمراء الساحرة والاستمتاع بجمالية مناظرها الطبيعية، والوقوف عن قرب على مدى تنوع وأصالة المغرب الضارب في عمق التاريخ. وتخيلوا لو أن هذه المؤسسة السياحية إلا قصَر عليها الشيطان وجاءت إلى الناظور للقيام بجولة هوائية فوق هذه المدينة العزيزة، فكم ستكون الكارثة عظيمة حينما يرى المشاركون أغرب منظر في العالم وهو انتشار الأزبال بشكل غريب في كل شارع دون استثناء، حتى يخيل للمرء أن هذه المدينة كلها قد اتخذت كمطرح عمومي للأزبال. ومؤخرا، كان السخط باديا على عشرات الآلاف من المصلين الذين توافدوا على المصلى من كل الأحياء لأداء صلاة عيد الفطر وهو يمرون وسط الأزبال وعلى لفحات روائحها الكريهة التي تزكم الأنوف. ولأن هذه المدينة رغم رجالاتها الذين صنعوا البطولات، هي الآن بدون رجال يدافعون عنها، لم يجرؤ المكلفون على تدبير قطاع النظافة بها وهم مسؤولو شركة فيوليا على تقديم أي اعتذار لساكنة المدينة، وقد كان بالأحرى تقديم استقالتهم من هذا الميدان.