التحليق في سماء مراكش ونواحيها والوقوف على جبال الأطلس الكبير المطلة عليه بواسطة المنطاد الهوائي وسيلة جديدة لاكتشاف المدينة الحمراء الساحرة والاستمتاع بجمالية مناظرها الطبيعية، والوقوف عن قرب على مدى تنوع وأصالة المغرب الضارب في عمق التاريخ. وأبدى المشاركون في رحلة، بعد البدء في الاستعدادات للقيام بسفر جوي في مراكش عبر المنطاد على علو ألف متر، رغبتهم الجامحة في عيش هذه المغامرة وتقاسم هذه التجربة وقضاء أوقات ممتعة ممزوجة بالسعادة والترفيه مع أقربائهم وأصدقائهم. وانتاب هؤلاء المسافرين كما هو الشأن بالنسبة للطاقم التقني، شعور كبير واعتقاد راسخ بأن المغرب بلد رائع وأن القيام بجولة عبر المنطاد يعتبر إحدى الوسائل المواتية لسبر كل الأسرار التي يختزلها المغرب البلد العريق، ولمس حرارة وحفاوة وكرم سكانه. ومكنت هذه الجولة السياحية عبر المنطاد، المشاركين من الاستمتاع بلحظات ستظل خالدة في الذاكرة، حيث عبروا عن عزمهم المشاركة مرة أخرى في هذه المغامرة الفريدة من نوعها والاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية التي تشكل روعة وغنى المغرب، والتي تكسر رتابة الحياة اليومية. وأكدت السيدة إيمان بلهيت المسؤولة التجارية بوكالة "سماء افريقيا" أن مؤسستها، التي تعمل في هذا المجال منذ سنة 1990 بمراكش، تعمل على منح زبنائها، وغالبيتهم ينحدرون من الدول الناطقة بالانجليزية وكذا من فرنسا وألمانيا واسبانيا والبرازيل ودول الخليج، إضافة إلى المغرب، فرصة استكشاف المنطقة بأسلوب جديد. وأوضحت السيدة بلهيت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من شأن هذا النوع من الخدمات المساهمة في تنمية وتنويع النشاط السياحي على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز. وأضافت أن وكالة "سماء افريقيا" تقوم برحلاتها وفق المعايير القانونية المطبقة من قبل إدارة الطيران المدني التابعة لوزارة التجهيز والنقل، مؤكدة أن المساحة المسموح بتغطيتها تقع شمال منطقة النخيل لمراكش على مستوى المنطقة التي يطلق عليها اسم "اجبيلات". وأبرزت، في هذا الصدد، أن كل جولة سياحية، التي تستغرق ساعة واحدة، تنطلق من قرية "أولاد الكرن" بضواحي مراكش لتصل إلى قرية "أولاد منصور"، مؤكدة أن المشاركين في الرحلة يدعون لتناول وجبة فطور يعدها سكان القرية على الطريقة المغربية، وهي مناسبة للاطلاع على تقاليد المنطقة وطريقة العيش بها. وقالت إن هذا الأسلوب يعتبر وسيلة للمساهمة في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية عبر الرفع من مداخيلهم، مشيرة الى أن الوكالة تعبء طاقما تقنيا يتكون من شباب هذه القرى الذين استفادوا من تكوين في المجال المرتبط باستخدام المنطاد الهوائي. من جهة أخرى، أكدت السيدة بلهيت أن وكالتها، التي تقدم مجموعة من الخدمات المتنوعة وتنظم رحلات في جنوب المملكة، تتوفر على منطادين هوائيين اثنين يحملان لوني العلم الوطني، وطاقتهما الاستيعابية تبلغ على التوالي 6 و 12 مسافرا. وأشارت إلى أن المجهودات التي تقوم بها الوكالة قد توجت بالفوز بجائزة "غولدن إيغل فور بريستيج أند كاليتي" في مارس 2010 بمدريد.