ركت الآلة الحزبية الإسبانية، اليوم الأحد، لمطالبة الحكومة الاشتراكية بالتدخل العاجل "لحماية حقوق الإسبان"، وذلك ساعات بعد اعتقال مجموعة من الناشطين الكناريين شاركوا في مظاهرة بمدينة العيون للمطالبة بتقرير المصير في الصحراء، في حين أصدرت حكومة مدريد بلاغا أكدت فيه أنها كانت إلى جانب الناشطين الإسبان حتى إطلاق سراحهم، ساعات بعد اعتقالهم من قبل قوات الأمن المغربية. وكما توقعت ذلك أندلس برس فكل المؤشرات تدل على أن هذه الأحداث ستتحول إلى أزمة جديدة بين المغرب وإسبانيا إذا ما أصرت بعض الأطراف على التصعيد ومحاولة "رد الصاع صاعين" للمغرب، أقل من أسبوع على نهاية أزمة المعابر بين المغرب ومدينة مليلية. وقد صرح الرجل الثالث في الحزب الشعبي المعارض، إستيبان غوثالث بونس، أن حزبه سيطالب الحكومة بتقديم توضيحات أمام البرلمان على اعتقال 11 مواطنا إسبانيا شاركوا في مظاهرة في مدينة العيون يوم أمس السبت. ودعا بونس رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، لمعالجة أحداث العيون بطريقة مختلفة عن معالجة أزمة مليلية: لا نريد مرة أخرى "وزيرا في الرباط يطلب المعذرة لأن الإسبان يمارسون حقوقهم الأساسية "، في إشارة إلى زيارة وزير الداخلية الإسباني، ألفريدو بيريث روبالكابة، للمغرب يوم الاثنين الماضي والتي وصفها بونس ب"المسرحية. ودافع المسوؤول الشعبي على "حق" الناشطين الإسبان في التظاهر في الصحراء لدعم انفصالي البوليساريو. والإضافة إلى الحزب الشعبي الذي جعل من العلاقات بين إسبانيا والمغرب سلاحا يستعمله في سجاله السياسي مع غريمه الحزب الاشتراكي الحاكم، دخل على الخط حزب اليسار الموحد، إيسكييردا أونيدا، الذي أكد نائبه في البرلمان الأوروبي ويلي ميير أنه سيطالب الاتحاد الأوروبي بالتدخل لحماية الحق في التظاهر في الصحراء. وشدد ميير على دعم حزبه للناشطين ال11 الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الأمن المغربية وكذا "لكل الجهات التي تتضامن مع الشعب الصحراوي في نضاله من أجل إنهاء احتلال المغرب للصحراء الغربية"، حسب قوله. أما وزارة الخارجية الإسبانية فقد أصدرت بلاغا، توصلت أندلس برس بنسخة منه، أكدت فيه أن السفارة والقنصلية الإسبانيتين في الرباط تحركتا فور اعتقال المواطنين الإسبان في مدينة العيون "إثر مشاركتهم في مظاهرة". هذا وقالت الوزارة أن موظفين في السفارة الإسبانية كانوا إلى جانب المواطنين الإسبان ال11 حتى إطلاق سراحهم وأن المفرج عنهم يتواجدون الآن في المركز الثقافي الإسباني المعروف بكاسا دي إسبانيا وفقا لإرشادات السلطات المغربية التي نصحتهم بعدم التنقل دون مرافقين من السفارة، وذلك من أجل ضمان سلامتهم. وأعلن البلاغ أن المواطنين الإسبان سينتقلون رفقة موظفين من السفارة إلى ميناء العيون عشية يوم الأحد حيث ستقلهم باخرة إلى إسبانيا.