رأى موراتينوس إن حل نزاع الصحراء وضمان تنمية اقتصادية واجتماعية لأفريقيا، إجراءات لا بد منها لمواجهة ما أسماه ظاهرة التشدد الإسلامي، ومنع بروز بؤر عدم استقرار شبيهة بما جرى في اليمن ، وفي مناطق أخرى إيلاف - الرباط: محمد بوخزار أعلن ميغيل أنخيل موراتينوس رئيس الدبلوماسية الإسبانية، في معرض حديثه إلى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي، إن تسوية نزاع الصحراء، تتطلب التزاما من المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة للانخراط في مسار التسوية بشكل مختلف، دون أن يعطي تفاصيل أكثر عن ذلك ، طبقا لما نقلته عنه وكالة إيفي الإسبانية شبه الرسمية، ما قد يوحي بوجود مشاورات بين مدريد وباريس وواشنطن. وجدد موراتينوس، مساندة بلاده للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، لجهة إيجاد حل للمشكلة في الصحراء، مبرزا أن الحكومة الإسبانية تؤيد مبدأ حق تقرير المصير، لكن في إطار التوافق والحوار بين المغرب وجبهة البوليساريو. وعلى صعيد آخر قال ناشطون إسبان مساندون للناشطة الصحراوية أمينتو حيدر، إن هذه الأخيرة تراجعت عن حضور التظاهرة التي كانت ستنظمها الجهات التي ساندتها حين أعلنت إضرابها الشهير عن الطعام في مطار" لانثاروتي" بالأرخبيل الكناري، كما تنوي نفس الجهات إقامة حفل في نفس المكان يوم 27 من الشهر الجاري، الذي يصادف ذكرى إعلان الجمهورية الصحراوية . وأرجع الناشطون الإسبان أن حيدر لا يمكنها التواجد في ذلك النوع من الأنشطة على اعتبار أن أطباءها لم يسمحوا لها بذلك، بينما رأى ملاحظون أن إلغاء المشاركة ربما يشير إلى خلاف قائم بين جبهة البوليساريو والناشطة الصحراوية، سبق أن ألمحت إليه هي نفسها في تصريحات سابقة، خاصة وأنه كان مقررا أن يشارك في حفل "لانثاروتي" ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا. ويشكك الملاحظون في المبرر الصحي الذي عللت به الناشطة غيابها، فهي لا تعاني من مرض خطير يمنعها من التنقل أو الكلام، وكل ما يروّج بشأن وضعها الصحي لا يتعدّى بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، يرفعها البعض إلى درجة " قرحة المعدة ". بدليل أنها صرحت بعد مغادرتها مدينة "العيون" أنها تعاني من تعب فقط، نتيجة إضرابها عن الطعام، كما أظهرتها الصور الحديثة التي نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية، بمظهر طبيعي وعادي. ويري بعض المحللين أن أمينتو حيدر ترغب في أن تبقي على مسافة مع جبهة البوليساريو وأن يقتصر نشاطها على الجانب الحقوقي كمدافعة عن حقوق الإنسان في المحافظات الصحراوية الخاضعة لسيادة المغرب، مضيفين أن مشاركتها العلنية في تظاهرة ذكرى إعلان الجمهورية الصحراوية، سيعتبره المغرب موقفا عدائيا جديدا منها، ما قد يثير مشكلتها من جديد عند عودتها إلى المغرب بعد استكمال علاجها في إسبانيا. ولا يستبعد الملاحظون أن تكون الناشطة حيدر، تلقت إشارة من السلطات الإسبانية، نصحتها بالابتعاد عن أفعال سياسية من شأنها أن تكون سببا في "استفزاز" المغرب.