بن غازي العثماني المكناسي ولد بمكناس وتعلم في فاس (مواليد 841 ه، مكناس - توفي 910 ه، فاس) من أعلام المغرب، تفنن في علم العدد والحساب ، كان متعدد المواهب والتحصيل ولكن الذي يهم التدوينة هو فكرته المبكرة لما يسمى في هذا العصر بالديداكتيك في تدريس الرياضيات، وخاصة فرع الحساب بحيث صنف "منية الحساب" وصاغها على شكل أرجوزة تتجاوز أبياتها 400 بيت، مطلعها: يقول راجي العفو والمفازي محمد بن احمد بن غازي: الحمد لله الذي قد نورا قلوبنا بما بها تفجرت وبعد فالقصد بذا الكتاب نظم المهمات من الحساب ضمنته مسائل التلخيص وربما ازيد في التمحيص، حدد ابن غازي اهداف المصنف في ثلاثة امور: 1 تنظيم مهام الحساب اي غرض طلب هذا العلم واهميته وفوائده، وبالملخص طلب الغاية من هذا العلم، 2 الاخذ بأهم النتائج المحصل عليها، وهنا يميز بين النتيجة والاستدلال، كما يحصل في اعتماد العلوم الاخرى على نتائج الرياضيات دون التخصص فيها، 3 التمحيص اي الدقة في الاستدلال وهو لأهل التخصص والتوسع والانتماء الى علم الرياضيات او علم الحساب، وهي بداية ما نعرفه الان: scientific calculation الحساب العلمي، لكونه يعتمد طرقا للوصول الى نتائج دقيقة في قضايا مركبة ومعقدة، من كتب ابن غازي المكناسي: "بغية الطلاب في شرح منية الحساب" هذا الكتاب نموذج لما نسميه في نظامنا التعليمي المعاصر بالكتاب المرجعي او كتاب المدرس، وقد جمع هذا الكتاب خلاصات اعمال علماء رياضيين كبار مثل كتاب "رفع الحجاب" للحصار وكتاب " تلخيص اعمال الحساب" للابن البناء المراكشي و "رسائل ابن هيدور" لإبن هيدور التادلي، وكثير ، المهم عندنا هو اعتماد مراجع متعددة لكتابة كتاب المدرس في علم الحساب، فكرة ستنطلق بها المدرسة الالمانية في الرياضيات في شخص العالم ليبنتز Gottfried Wilhelm Leibniz Philosophe الذي اعتمد تكوين مراجع في الرياضيات من خلال وحدة الموضوع والبناء المتدرج من السهل الى القضايا الصعبة ويختمها بالقضايا المفتوحة، الخلاصة، بالبحث أكتشف بين اعمال علماء في الحساب والهندسة والرياضيات و المثلثات و المنطق بعض مفاتيح تاريخ هذه العلوم، التي كانت كثير منها كبدايات كبرى مؤسسة لمدارس علماء وعالمات المغرب والاندلس، ثم يتأكد لي ان من يمتلك فقط اللغة العربية، دون تكوين اساسي في مجال هذه العلوم يصعب عليه فتح كنوز الثرات العلمي واكتشاف إضافاته، لان الامر يحتاج الى صنعة وادوات يفرضها التخصص والمجال، هنا يعول مستقبلا على طاقات علمية إن تمت عملية الاهتمام وبعث الفضول والرغبة لديها، ان تبني على كثير من الجهود المذكورة من طرف مؤسسات انجزت جزءا غير يسير، ولكن تنقص في عملها الدقة والمقارنة والتجسير بين تلك العصور والعصر الحديث.