على مدار أسبوع، شهد إقليم الدريوش هزات أرضية متتالية، آخرها يوم الأحد، بلغت قوتها كما أعلن عن ذلك المعهد الوطني للجيوفيزياء 4,4 درجات على سلم ريشتر. ويسهم الموقع الجغرافي لإقليم الدريوش، بوجوده عند حدود الصفائح التكتونية، في توالي هذه الهزات الأرضية بشكل مستمر؛ ما يفيد بأن ما شهدته المنطقة، الأسبوع الماضي، من هزات لن تكون الأخيرة. وفي هذا الصدد، لفت علي شرود، المتخصص في الجيوديناميكا، إلى أن ما يجعل منطقة الدريوش تعرف هذه الهزات الأرضية كونها توجد في منطقة زلزالية نشيطة. وأوضح الباحث في الجيولوجيا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المنطقة تتموقع في مثلث حيث يلتقي فالق النكور الذي يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط وفالق بومرداس الجزائري؛ ما يحولها إلى منطقة مهددة بالزلازل. وأضاف الخبير المغربي أن منطقة الدرويش تقع عند حدود الصفائح التكتونية الإفريقية والأوروبية؛ ما يؤدي تقاربهما إلى إعادة تنشيط الفوالق الكبرى. وشدد المتحدث نفسه على أن المناطق المحاذية للفوالق تبقى مهددة بهذه الهزات الأرضية، مشيرا إلى أن هذه الفوالق لا يمكن التحكم فيها ولا معرفة توقيت حدوث هذه الهزات. وفسر الباحث المغربي هذه الهزات الأرضية التي تشهدها منطقة الريف عموما، ومنطقة الدريوش على وجه الخصوص، بكون الأرض تبحث من خلالها إخراج طاقتها وإحداث توازن، مؤكدا أن الإقليم سيشهد هزات مماثلة لأن الأرض تصدر طاقتها. ويؤكد المختصون أن المنطقة طالما أنها ستشهد هزات أخرى مستقبلا، يجب توعية ساكنة شمال المملكة من تلاميذ وغيرهم في المقررات الدراسية حول كيفية تفادي الزلازل والاحتماء خلال حدوثها، لكون المنطقة ستظل نشيطة دائما. ويرى هؤلاء الباحثون أنه بات من الواجب استغلال دراسات للزلازل قصد إنجاز خرائط للمخاطر والمناطق التي تشهد ارتدادات، مؤكدين أن هذه الخطوة ستكون تداعياتها مهمة. وكانت الشبكة الوطنية للمراقبة والإنذار الزلزالي، التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، أعلنت أن الهزة الأخيرة ليوم الأحد، والتي حدد مركزها بعرض ساحل إقليم الدريوش، وقعت عند منتصف النهار و40 دقيقة و03 ثوان (توقيت غرينيتش+1). كما جرى، خلال الأسبوع المنصرم، رصد هزتين أرضيتين بلغت قوتهما 3.2 و3.6 درجات على سلم ريشتر، بالإقليم ذاته. عن موقع هسبريس - عبد الإله شبل