خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهد إقليم الدريوش سلسلة من الهزات الأرضية بقوة تراوحت بين 3,5 و 4,5 درجات على سلم ريشتر، مما أثار قلق سكان المنطقة. يشكل النشاط الزلزالي لإقليم الدريوش قلقا لساكنته منذ شهر، حيث سجل المعهد الوطني للجيوفيزياء بهذه المنطقة، في الفترة الممتدة ما بين 17 أبريل و17 ماي 2021، ما مجموعه سبع هزات أرضية. سجلت هذه الأخيرة بقوة 4,3 درجات، و4,1 درجات، و3,5 درجات، و4,0 درجات، و4,5 درجات، و4,3 درجات، و4,1 درجات على سلم ريشتر، في كل من منطقة أولاد امغار، وجماعة بودينار، وإقليم الدريوش على التوالي. هزات ارتدادية لزلزال 2016 أوضح ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، في تصريح لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن هذه الهزات المتكررة هي هزات ارتدادية للهزة الرئيسية التي وقعت في يناير من العام 2016، قائلا إن "هذه الهزات المتتالية والمسجلة بإقليم الدريوش منذ شهر ونصف جاءت متأخرة مقارنة بالهزة الرئيسية التي وقعت في 25 من يناير 2016، بقوة بلغت 6,2 درجات على سلم ريشتر". وأردف المتحدث نفسه أن "الهزة الأرضية الأخيرة وقعت في منطقة دقيقة للغاية، وأن هذه الهزات تعتبر تحريرا للقوى التكتونية، أي إعادة تعديل القوى بعد الهزة الأرضية الرئيسية". هل يعتبر إقليم الدريوش منطقة خطر؟ أكد البروفيسور المتخصص في الجيوديناميكا علي شرود، في تصريح لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن إقليم الدريوش يقع في منطقة خطر، مما يفسر حدوث هذه السلسلة من الهزات. وأشار المصدر ذاته إلى أن إقليم الدريوش "يقع عند حدود الصفائح التكتونية، وهما الصفيحتان الإفريقية والأوروبية. وبالتالي، فإن اقتراب هاتين الصفيحتين القاريتين من بعضهما البعض ببضعة سنتيمترات في السنة يؤدي إلى إعادة تنشيط الفوالق الكبرى". وأضاف علي شرود أن "على مستوى سلسلة جبال الريف، يوجد فالق النكور، ذو الاتجاه الشمالي الشرقي/ الجنوبي الغربي، والذي يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط. وعلى مستوى سلسلة القبايل التي تعرف ب"التل الجزائري"، يوجد فالق بومرداس الذي يمر باتجاه الشمال الغربي/ الجنوب الشرقي. عند التقاء هذه الفوالق على مستوى البحر الأبيض المتوسط، فإنها تشكل مثلثا يضم منطقة الدريوش والناظور والحسيمة، وبالتالي يشكلون منطقة خطر". تنتج هذه الزلازل الصغيرة عن تحرير الطاقة المتبقية المتراكمة بسبب القوى التي تخزنها الصخور. ووفقا للخبيرين ناصر جبور وعلي شرود، ستسجل هزات أرضية أخرى منخفضة الشدة في نفس المنطقة. وأفاد ناصر جبور أن "المظاهر الزلزالية بالمنطقة ستستمر إلى حين حدوث توازن جديد. لذلك ستلاحظ فترة من 3 إلى 4 أشهر من النشاط الزلزالي في هذه المنطقة البحرية ". كما يرى شرود أن "موعد تحرير هذه الطاقة لا يمكن التكهن به"، مؤكدا هو الآخر أن هزات أرضية أخرى ستسجل بإقليم الدريوش لأنه "منطقة ضعف جيولوجية".