في تصريح خاص لموقعنا ناظور 24.كوم ،أوضح الأستاذ عبد المنعم شوقي رئيس تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب وقيدوم الإعلاميين بالجهة الشرقية ،أنه أمام غياب الدواء لمواجهة وباء "كورونا"الذي يحصد الآلاف من الأرواح في مختلف بقاع العالم ،ليس هناك من خيار أمامنا سوى نهج أسلوب الحجر الصحي ،المكوث في المنازل ،وهذا خير من ألف علاج. ويجب توضيح مسألة أساسية ونحن نتحدث عن الوقاية والعلاج ،وهي أن المحاولات الجارية اليوم في العالم ،هي محاولات لتجربة بعض الأدوية التي أبانت عن فعالية في تقوية المناعة لدى المصابين بالوباء لا معالجتهم. وأضاف الأستاذ شوقي بأن قرار تمديد الطوارئ الصحية ببلادنا لمدة شهر ينسجم مع التوجهات التي اتخذتها بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله منذ بداية الأزمة ،مما خفف من الخسائر ،إذ كثيرا من الدول التي تباطأت في اتخاذ الإجراءات الأحترازية أصيبت بخسائر فادحة وأصبحت الإصابات لديها بالآلاف . المغرب وبقيادة حكيمة من لدن جلالة الملك اختار اللجوء إلى الحجر الصحي لسببين اثنين ،أولهما يتعلق بانعدام علاج رسمي للفيروس الذي تعاني وتواجهه الإنسانية ،وبالتالي تبقى الوقاية المتمثلة في النظافة ،وفي الابتعاد الاجتماعي هو الخيار الأمثل للمواجهة. والسبب الثاني يكمن في القرار الجريء الذي اتخذه المغرب والمتمثل أساسا في تفضيل المواطن على الاقتصاد،رغم أننا نعرف جيدا بأن هناك تكلفة اقتصادية كبيرة ،ومع ذلك فجلالة الملك باعتباره أميرا للمؤمنين فهو يطبق القاعدة الإسلامية التي مفادها أن حفظ النفس أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية . انطلاقا مما تم تم ذكره - يضيف رئيس التنسيقية الأستاذ عبد المنعم شوقي - تكون بلادنا قد أثبتت فعاليتها في تدبير الأزمات وخاصة الأزمة الراهنة ،وهو ما أعاد ورفع من منسوب الثقة في المؤسسات الدستورية ببلادنا ،ما نراه اليوم من تجاوب فريد من نوعه مثلا بين رجال الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة وكل الأجهزة الأمنية هو يوثق للحظات تاريخية تعيشها اليوم بلادنا ،هناك مجهودات تبذل من طرف هذه الأخيرة ومن طرف رجال وأعوانه السلطات الإقليمية والمحلية ،هناك تضحيات الأطقم الطبية والتمريضية ،هناك رجال التعليم وتضحياتهم ،هناك عمال النظافة وما يقدمونه من خدمات في ظرفية صعبة جدا الخ...... هناك المجتمع المدني الحاضر بكل قوة ،هناك من يتحرك بشكل فردي لتقديم الدعم والمساعدة ،علما بأن التضامن تركه لنا الأجداد والآباء ،وكان دائما عنوانا ومن شيم المغاربة . ودعا الأستاذ شوقي إلى تغليب جانب التفاؤل في موجهة مثل هذه الحالات ،وهذه الجائزة وحدت صفات الإنسان على مستوى الكون ،الإنسان في أي قارة ،في أي بلد ،،في أي مدينة ،طبعا ولابد أن يتمسك بروح التفاؤل لأن الحياة جميلة والإنسان يتمسك بها مهما يكن من أمر . وردا عن سؤال يتعلق بتعامل المثقف والفاعل الجمعوي مع الجائحة،أكد الأستاذ شوقي بأن الموضوع ،هو موضوع في الواقع معقد وصادم بالنسبة للجميع ،وله كلفة نفسية وعاطفية كبيرة جدا ،فهذه من الأحداث ومن الوقائع النادرة التي لا تعالج كل مرة أو كل عشر سنوات،بل تكون في الغالب ربما مناسبة أو مناسبتين في قرن أو أقل من ذلك أو أكثر بقليل،وبالتالي أثرها يكون استثنائي في كل شيء،لا يمكن للفكر وللمثقف وللفاعل عموما وللعقول الكبيرة أن تتعامل مع هذه الوقائع كما تتعامل مع أمور أخرى. الدور الاستراتيجي - يقول رئيس التنسيقية الأستاذ عبد المنعم شوقي - للفاعل الجمعوي ،للمثقف والمفكر في مواجهة التسطيح ومواجهة الخرافة ومواجهة العجلة ،هذه الأشياء يواجهها ويقاومها من خلال نظراته التي يفترض فيها على الأقل مبدئيا أن تكون عميقة،أن تكون بعيدة المدى وأنها تحليلية وكذلك إشراقية للمستقبل وللآخر ،وهو ما قد يساعد سواء الأفراد أو المؤسسات أو المجتمعات أو الدول على اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها أن تخفف من الكلفة ،من الآثار،إذن نحن أمام دور مهم وحاسم ومصيري للفاعل وللمفكر.. هذا التعامل -يؤكد الأستاذ شوقي - يقتضي نوعا من الفهم لترشيد هذا السلوك،وترشيد حركية المجتمع ،إناسا،ودولة ومؤسسات . اليوم هذا الفاعل ،وهذا المفكر ،هل هو يتعامل مع موضوع يطرح لأول مرة ،أم أن تراكم المعرفة وتراكم الإنتاج الفكري قد تعامل سابقا في التاريخ البشري بشكل عام مع مثل هذه الظواهر،أو ما يقابلها من ساعات وأوقات الأزمات. وبشأن تعامل السلطات مع الظرفية ،أوضح الأستاذ عبد المنعم شوقي ،بأنه يجب أن يكون في مثل هذه الظروف وفي ظروف الأزمات،سلطة قوية مهامها واختصاصاتها وأدوارها بكل شجاعة،وبكل حزم وصرامة في مثل هذا الظرف ،لأن هذا هو وسيلتنا الوحيدة والرئيسية التي يمكن أن نلجأ إليها في تجاوز الأزمة ،فحينما نتحدث عن بعض التجاوزات فيما يتعلق بالحجر الصحي مثلا،الأمر كله يجعلنا جميعا نطلب بتدخل حازم وصارم وقوي لردع الأفراد الذين لا يحترمون قانون الحجر لأن ذلك يهدد سلامة الجميع.،وبالإضافة لهذا - يقول الأستاذ شوقي - الضوابط أمر أساسي ،لأن في هذه الحالة أهم شيء الذي به ينجح في تجاوز الكوارث والأزمات هو النظام ،هو القانون ،حينما نتكلم عن النظام نتكلم عن القانون. وبخصوص إقحام البعض لنفسه في الفصل في أمور دينية في مواجهة جائحة كورونا، أوضح الأستاذ شوقي بأن مسألة التدقيق في المصطلحات يبقى أمرا ضروريا ،العالم هو عالم ،الخطيب خطيب،الواعظ واعظ،الداعية داعية ،الفقيه فقيه الخ.....هذه صفات لها معانيها ومدلولاتها ومقتضياتها،مع الأسف أصبحنا نقرأ ونسمع في الوسائل الحديثة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الآراء في الأمور الدينية ،أناس ينشرون مداخلات وآراء في المسائل الشرعية والدينية ،وأصبح كل واحد منهم حرا في أن يتكلم ويكتب في هذه الأمور ،بينما نحن مثلا في بلدنا هناك مؤسسة خاصة بإصدار الفتاوي ،وتتمثل في المجلس الأعلى للفتوى ،والذي يتكون من علماء مشهود لهم بالخبرة العلمية وبالدور العلمي وبالعدالة بالمفهوم الشرعي ،فمثلا النوازل التي نتجت عن هذا الوباء كإغلاق المساجد والصلوات جماعة ،وكذلك غسل الموتى بالوباء أو دفنهم أو ما يتعلق بالالتزام بالحجر الصحي والمكوث في المنازل إلى غير ذلك ،ينبغي أن يمنع في الحديث عنها لكل من هب ودب ،لغياب المؤهلات العلمية والضوابط الشرعية التي تسمح لهم بالغوص في مثل هذه الأمور .