عاش مقر جماعة سلوان، صبيحة يوم الجمعة 26 أكتوبر الجاري، على وقع انعقاد الدورة العادية لمجلس ذات الجماعة، والذي سبق وأن تأجلت أشغاله خلال موعدين سابقين، لغياب النصاب القانوني، وهو ما تأتى يومه الجمعة، لانعقاد هذه الدورة بمن حضر.. المثير خلال هذه الدورة التي شهدت حضور جميع أعضائها، هو أمرين مهمين للغاية، الأول هو تقديم ملتمس من طرف عدد من أعضاء مجلس جماعة سلوان، يقضي بحجب الثقة في الرئيس الحالي، حسن لغريسي، والاطاحة به من منصبه شريطة توفر المطالبين بهذا الإجراء على ثلاثة أرباع مستشاري الجماعة وتوقيعهم على الملتمس، وهو ما لم يتأتى خلال مرحلة التصويت، حيث بلغ عدد المصوتين على الإطاحة بلغريسي ما مجموعه 19 عضو، بدل ال20 صوت الممكنة.. عملية الإطاحة بلغريسي والتي قادها كل من النائب الثاني له، أحمد الكشوطي، وزعيم فريق المعارضة جمال حمزاوي، بالرغم من أنها لم تكتمل، الا أنها أظهرت فشلا ذريعا لدى رئيس مجلس الجماعة في معالجة المشاكل العديدة التي تعاني منها جماعته، وبدل أن يسعى لترميم التصدعات التي طالت حتى فريق أغلبيته، الذي انشق الجزء الأكبر منه، وتحول الى حلف معارض له لسياسات تدبيره للمجلس.. انطلق في خلق عديد المشاكل والمواجهات مع مكونات أغلبيته. أما الأمر الثاني، فهو تدشين مرحلة جديدة من المواجهة من الأغلبية التي تعارض قرارات الرئيس، برفض جميع ما ورد خلال نقاط الدورة، والتصويت بعدم مناقشته أو التداول فيه.. حيث برر الرافضون لهذه النقاط تصرفهم هذا بغياب أي سياسة انفتاح أو حوار من لدن رئيس الجماعة تجاه باقي مكونات المجلس، واستفراده باتخاذ القرارات بمعية ثلة من الموالين له من مستشارين، بالإضافة الى تعمده لسياسة الإقصاء واتخاذ القرارات الانفرادية، دون العودة لمقررات اللجان أو الدورات، وهو ما يعكس "حالة التخبط والعشوائية التي يسير بها لغريسي جماعة سلوان، والدليل على ذلك انتفاضة 19 مستشار جماعي ضده"، يضيف جمال حمزاوي خلال تصريح له لوسائل الإعلام. ولعل رفض الفريق المعارض لجميع نقاط دورة أكتوبر، على اعتبارهم يملكون أغلبية عددية داخل المجلس، سيدخل جماعة سلوان في حالة من "البلوكاج"، وهو ما سلط عليه كل من حمزاوي والكشوطي الضوء، مؤكدين أن رفضهم لنقاط جدول الأعمال ليس سيرا ضد مصالح المواطنين وساكنة سلوان، لكنه رفض لسياسة إقصائية وانتقائية يحاول الرئيس استغلالها كي يستفيد منها مقربوه والموالون له. وعليه فإن ما عاشته جماعة سلوان صبيحة الجمعة، يؤشر على مرحلة جديدة من المواجهة ما بين الرئيس وغالبية حبلى بالمعارضين لتدبيره "الفاشل" للجماعة، وهو ما كان حريا عليه أن يتفاداه لو فتح باب الحوار مع الأعضاء ال19 واستمع لمطالبهم واقتراحاتهم، ويُجَنّب مدينة سلوان، المقبلة على أوراش كبرى حالة "البلوكاج" التي ستعيشه مستقبلا بسبب روعونته واستفراده باتخاذ القرارات..