أيها العيد,أيها العيد أرجوك أعذُرنا,أرجوك إحترم قرارنا لأنه لن نجد لك طعم هذه السنة,لن نفرح بك هذه السنة كباقي السنوات,ليس هذا كله بخاطرنا, لكن الأقدار شائت هكذا,شائت أن يعُمّ الحزن قلوب الريفيين,شائت الأقدار أن تبكي الأمهات ليل نهار عن أبنائهم وبناتهم المعتقلين والمعتقلات,شاءت الأقدار أن تفقد أمّ إبنها الوحيد في ليلة واحدة قبلك أيها العيد,فقدتهفي عمق بحر الحسيمة وهو يصطاد بضع سمكات ليبيعها ويشتري لوازم المنزل كي تفرح أمه بك أيها العيد. يا عيد,كيف بالريف أن يفرح بك ونحن نعيش في أعماق الحزن الذي قد سكن بيوتنا منذ مدة,حزن كئيب تعشعش في قلوب المئات من الأمهات والأباء,حزن تعشعش في صدور من فقدوا أبائهم وأمهاتهم منهم من فقدههم للأبد وورى الثرى ومنهم من فقدهم لأجل غير معروف. كيف سنحس بك يا عيد والحزن تلاشى في شرايين المئات من الريفيين والريفيات وهم في زنازن السجون,كيف سنجد لك طعم وألاف الريفيين قد قرّوا بالخروج إلى شوارع الريف في نهارك أيها العيد,لن نجد لك طعم أبدا حتى إن لبسنا الجديد ولا حتى إن ركبنا الحديد,لن نحس بك هذه السنة سوى إن عاد الأمل لقلوب الأمهات والأباء,سوى إن عمّ الفرح صدور من تعشعش فيهم وفيهنّ الحزن.