ونية مزياني فنانة تشكيلية ناظورية، قوة الإبداع لديها تتأتى من قوة حضوره، وجماله، وجديته، وأعمالها تصف سمات البيئة الريفية بكل ما فيها من قيم حضارية وإنسانية، وما حققته مونية من إبداع متجدد، يمكن أن ينظر إليه بعين الدهشة والإعجاب وهي الآن تتمتع بفاعلية الحضور الدائم في المعارض الفنية المحلية والوطنية، وهذا لم يأت إلا بعد أن تعبت وطورت نفسها وقدمت حلولا ذات تكوينات معبرة ومتعددة المصادر، دخلنا إلى عالمها الفني والإنساني وحصلنا منها على هذه الإجابات. بداية، من هي مونية ، وما تريد من الفن التشكيلي؟ *اسمي مونية مزياني ،أصولي أمازيغية وأنحدر من بلدة ايت سيدل بالناظور، أنا إنسانة وجدت نفسها بين ألوان الحياة.حاولت عبر سنين مضت أن تجمع تلك الألوان لتشكل منها لوحة جميلة.أردت أن أرسل من خلاله إلى المجتمع المرأوي لكي يعي بأن الحرية فكر وليست جسد.وأنا متأكدة بان المرأة بالفكر تصل إلى عنان السماء. كيف جئت إلى عالم الفن التشكيلي، وما الذي استهواك فيه؟ *أحب كل ما له علاقة بالفن وبخاصة فن الرسم والتمثيل،بداية ولعي بالرسم كان بسبب اخي وأتذكر عندما كنت طفلة ويطلب من المعلم رسم لوحة ما فكانت رسوماتي متميزة عن بقية زملائي في الدراسة. إنني جئت إلى حياة مليئة بالأشياء الجميلة والسلبية أيضا فقد كنت أفرغ أحزاني في لوحاتي من خلال الفن التشكيلي الذي اعتبره بلسما فمن الطبيعة أخذت الصمت والألوان ومن الصخور تعلمت الصبر والنحت ومن الماء تعلمت الشفافية والصدق .. ما هنالك من أحداث وأحاسيس..وجدت في هذا الفن ترجمة لمشاعر المرأة الفنانة والإنسانة بجميع مجالاتها. هل ولجت اي مدرسة أو معهد للفن التشكيلي ،وماذا عن تجاربك مع المعارض، كم وأين أقمتي معارضك؟ *لم ألج اي معهد، أصلا لا يوجد بمدينتي معهد أو حتى جهة لاحتضان اهل الفن،وقبل أن أتحدث عن تجربتي الشخصية مع حكاية المعارض، يتوجب الاشارة إلى ثقافة العرض الفني بعموم اللفظ عندنا في المجتمع الريفي، حيث تظل متخلفة تداعيا لواقع الوعي بقيمة العرض وأهمية عرض المنتج الفني المعنوي بالخصوص. وتجربتي أنا الشخصية مع ثقافة العرض لم أزلني أرها متواضعة وذلك وفق لأبرز اهتماماتي الظرفية والتي هي قائمة ومستهدفة بالأساس الزيادة في الرفع وتنميته موهبتي، شاركت في بعض المعارض وأستعد لمعرض سيقام بالناظور قريبا اعرض فيه ابداعاتي للجمهور بمقر غرفة الصناعة التقليدية. على اي أدوات تعتمدين في رسم لوحاتك،ومن يرسم اللوحة، هي التي ترسم نفسها، أم الكامن في أعماقك، أم موهبتك وقدرتك على الرسم البارع؟ *استعمل ريشات وصباغة عادية وأعتقد أن الفنان قبل أن يبدأ باللوحة يلقي نظرة شاملة إليها ثم يعطي لعينه فتحة صغيرة ليصدر ما يشبه الشعاع فتتشكل على اللوحة جميع العناصر المراد رسمها وهذا الشعاع يكاد أن يكون غير مرئي بحيث لا تراه إلا الريشة التي تبدأ بالتأثير كالنحلة تأخذ من هذا اللون وتعطي لذاك وهكذا حتى تكتمل اللوحة. هل تلمس مونية مزياني العصامية في نفسها؟ *كل من يعرفني ويتعرف على أعمالي يقول عني عصامية ،فتكويني العصامي منحني هامشا كبيرا من حرية مغازلة الألوان والاستمتاع بها وامتاع المتلقي. هل تحرصين على نهج مدرسة معينة أوأكثر أم لا تتقيدين بمدرسة معينة؟ *لوحاتي أجسد فيها الواقع إذ أفضل المدرسة الواقعية وأحيانا أميل إلى التعبيرية الذاتية ولكن دون الابتعاد عنها. أخيرا لك حرية الكلام.. قولي ماشئت...؟ * أشكركم على أن أعطيتموني فرصة للحديث في الإبداع الفني بدل ممارسته! وهي بالمرة فرصة لأخذ قسط من الراحة من مضنياته ومن خلال ذلك كله التعريف عن نفسي و أتمنى للجميع دوام النجاح والتوفيق.