الصورة: أرشيف في الوقت الذي كان يحتفي فيه المغرب بمصادقته على بروتوكول اختياري ثالث لاتفاقية حقوق الطفل، أمس الأحد، ويتعهد بإصلاحات متقدمة بالطفولة المغربيّة، كان الأب باحاج حماني، ابن منطقة زاكورة، يودّع إحدى بناته التوائم الخُدَّج الخمسة، التي توفيّت أمس، بعد ساعات من ولادة سبقت موعدها بشهرين داخل المستشفى الإقليمي، سيدي حساين، البعيد عن المنطقة ب70 كلم. ضعف البنيات الصحية المتوفرة في مناطق الجنوب، عجل بنقل باقي التوائم، ذكر و3 إناث، إلى الرباط عبر طائرة عسكرية، من أجل متابعة وضعيتهم الصحية، التي تحتاج لآليات متطورة كالحاضنات الطبية التي تقي المواليد الجدد من عدوى الجراثيم، فيما ترقد الأم "يزانة"، داخل المستشفى الاقليمي بورزازات، بعد نقلها على وجه السرعة من زاكورة. مصادر مقربة من الأسرة الصغيرة، والتي ازدان فراشها أول أمس السبت لأول مرة بأن رزقت بخمسة مواليد دفعة واحدة، قالت لهسبريس إن وضعية الأم، التي تقارب ال30 من عمرها ولم تكن على علم بعدد مواليدها، خرجت صباح اليوم من قسم الإنعاش، حيث تبقى حالتها مستقرة نوعاً ما، فيما لا يزال الأب، ذي 33 سنة ويعمل جنديا بسمارة، "لحدود اللحظة منشغلا بمتابعة وضعية التوائم الجديدة في الرباط". وكانت الطبيبة العاملة بالمستشفى الإقليمي لزاكورة قد أخبرت عائلة الأب باحاج حماني أن إحدى التوائم الخدج في حالة صحية غير مستقرة، "أخبرتنا أن وزنها ضعيف جدا.. قبل أن تمر ساعات وتنتقل إلى رحمة الله"، يضيف قريب الأسرة، الذي أكد أن الوفاة نتجت عن غياب التجهيزات الطبية الضرورية للتكفل العاجل بمثل تلك الحالات. وسألت هسبريس الأم يزانة من مستشفى ورزازات عبر الهاتف، عن الأسباب التي جعلت أُمّا لا تعرف عدد الأجنة في أحشائها، فكان الجواب صادماً، "منطقتي لا تتوفر فيها مستشفيات لأتابع حالة الحمل"، مشيرة أنه خلال مناسبتين أجرت فيهما فحصا روتينيا لم يتم إخبارها من طرف المشرفين على المستشفى بأنها حامل لخمسة أجنة. وخصصت مصالح الأعمال الاجتماعية التابعة للقوات المسلحة الملكية، التي ينتمي لها والد التوائم، طائرة خاصة لنقلهم، في الوقت الذي سبق أن حل بالمستشفى الإقليمي بزاكورة فريق طبي مكون من 3 أطباء مختصين في الإنعاش والتوليد و3 ممرضين لهم نفس التخصص، أشرف على تتبع حالة الأطفال وكذا عملية نقلهم. وفيما تم نقل الأم على وجه السرعة، عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، توجهت طائرة عسكرية صوب العاصمة وهي تقل التوائم الأربعة رفقة الأب باحاج حماني، من أجل إنقاذ وضعيتهم الصحية غير المكتملة وعدم تكرار حالة المولودة الأولى. "الأسرة بطبيعة الحال تحمد لله.. لكننا ننظر في من يتكفل بحالة التوائم وما يحتاج الأمر من عناية طبية وموارد مالية مهمة"، يتحدث قريب العائلة لهسبريس، الذي أكد أن وضعية الأب باحاج متوسطة، لكونه يعمل جنديا في سمارة ويستقر مع عائلته وأسرته في منزل واحد بزاكورة. من جهته، قال عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، أن هذه الحالة "تساءلنا عن معاناة الأطفال في المغرب العميق الذي لا يتوفر على مصالح خاصة للعناية بالخُدَّج"، مضيفا "نحن مُقبِلون على الجهوية الموسعة ولا تزال قصة ارتباطنا بالمركز لم تنتهي، حيث الحاجة للمستشفيات المعبئة بكافة آلياتها في الجنوب المغربي". وتابع الرامي، وهو يدلي بتصريحه الصحافي لهسبريس، مستغرباً "لا يعقل أن نجد في القرن 21 استمرار واقع التهميش والمعاناة.. ونسمع عن مولود يموت إما لضعف الحماية أو عدم توفر الحاضنات الطبية"، داعيا إلى "يقظة اجتماعية" و"عدالة صحية متوازنة"، "نسمع عن مجهودات تبدل لكننا لا نرى شيئا في أرض الواقع.. يجب أن تتوفر إرادة حقيقية لأن هناك أموالاً كثيرة تصرف والمعاناة لا زالت حقيقة".