بزيارة متحف الريف بالحسيمة ، تم اختتام فعاليات النسخة الأولى للمنتدى الجهوي الموضوعاتي حول " الحقيقة التاريخ و الذاكرة في ضوء حقوق الانسان" ، الذي نظمته اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالحسيمة – الناظور يومي 17 و 18 أكتوبر 2014 بمدينة الحسيمة وذلك في إطار التعبئة للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان المزمع عقده بمراكش في نونبر 2014 . ويأتي هذا المنتدى تتويجا للقاءات محلية نظمت بكل من أقاليم الحسيمة، الدريوش، الناظور حيث شارك في أشغالها أزيد من 200 مشارك و مشاركة، وقد حضر المنتدى الجهوي ممثلي الجمعيات الحقوقية و التنموية و العاملة عن قرب، و المنتخبين و الفاعلين الإجتماعيين. وقد تداول المشاركون و المشاركات في هذا المنتدى مختلف الإشكاليات التي تهم الحقيقة، التاريخ و حفظ الذاكرة الجماعية، و مختلف قضايا العدالة الانتقالية ودورها في تعزيز العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان و دور الحقيقة كقيمة عمومية في الحفاظ على الذاكرة وإعادة الاعتبار للضحايا و المجتمع. وفق برنامج متنوع استهل بكلمة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الأنسان الحسيمة الناضور السيدة سعاد الأدريسي تلتها كلمة منسق اللجنة التحضيرية للمنتدى الجهوي ، السيد : محمد الحموشي فالجلسة العامة الأولى ذات المحور: الحقيقة والحق في معرفة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان ، ترأسها السيد عبدالسلام أمختاري ، عضو اللجنة الجهوية لحقوق الأنسان الحسيمة الناضور، تضمنت اربع مداخلات : مداخلة الاستاذ اسماعيل الجباري الكرفطي: الحقيقة والمصالحة والإفلات من العقاب. مداخلة الاستاذ احمد الزينبي: العدالة الانتقالية من خلال تجربة هيئة الانصاف والمصالحة، مداخلة الاستاذ مصطفى وعزيز: مفهوم جبر الضرر الفردي في تجربة هيئة الانصاف والمصالحة، مداخلة الاستاذ عبد الواحد الاثير: الدروس المستفادة من تجربة العدالة الانتقالية:خصائص وتحديات، الجلسة الثانية تمحورت حول موضوع : التاريخ و حفظ الذاكرة في ضوء حقوق الإنسان ، وتضمنت مداخلتين : مداخلة الاستاذ عبد الحق عندليب: الذاكرة وحقوق الانسان، مداخلة الاستاذ محمد الحبيدى : التاريخ والذاكرة، الى جانب الجلستين العامتين شهد المنتدى تنظيم ورشتين في اليوم الموالي حول موضوعي : التاريخ والذاكرة ثم ورشة الحقيقة من تنشيط الأستاذين : محمد الخمليشي واسماعيل الجباري الكرفطي ، شهدت الورشتين مشاركة متميزة للفاعلين الجمعويين من الأقاليم الثلاثة التي يشملها الأختصاص الترابي للجنة الجهوية لحقوق الأنسان : الحسيمة الناضور والدريوش كما تم تقديم تجارب فضلى في مجال حفظ الذاكرة وتدوين التاريخ وقراءة في كتاب "حتى لا ننسى ذاكرتنا " لجمعية جسور للتنمية بالريف . المنتدى كان مناسبة للألتقاء والتقاسم ، صدر عنه اعلان الحسيمة حول الحقيقة، التاريخ و الذاكرة في ضوء حقوق الإنسان الذي دعا المشاركات والمشاركين الى التعبئة من أجل انجاح المنتدى العالمي لحقوق الأنسان بمراكش نوفمبر 2014 ، وتوصيات نذكر منها : تخليد اليوم الوطني للذاكرة اعطاء مدلول ملموس لمقاربة المصالحة مع الريف بكل حمولاته التاريخية وإرثه الحضاري ضمن عمق الأمة المغربية، عبر إعادة الاعتبار لانتفاضة الريف، و اعتبار أحداث الريف لعامي 58-59 تستحق، في إطار حفظ الذاكرة، اعتبارها حدثا وطنيا كبيرا. تشجيع و دعم وضع النصب التذكارية، وإطلاق أسماء الشهداء و الضحايا على الساحات و الشوارع و المؤسسات التربوية و المرافق العمومية، و تأسيس المتاحف و الفضاءات الثقافية و الرمزية و المعرفية، وتحويل مراكز الاختفاء القسري إلى مواقع لحفظ الذاكرة. التسريع في إعداد فضاء متحف الريف و تجهيزه وفتح أبوابه ليعكس أهم محطات تاريخ المنطقة و ذاكرتها و هويتها الثقافية استثمار مشاريع الذاكرة المنجزة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، و تجميع وإصدار المساهمات الثفافية والفكرية المبلورة من طرف النخب المدنية المشتغلة على التاريخ و الذاكرة الجماعية، اعتبارا لما تحمله من اجتهادات نيرة في مجال حفظ الذاكرة ودورها في بناء دولة الديمقراطية والمؤسسات والحق و القانون. واختتم المنتدى باعلان رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الأنسان على تنظيم النسخة الثانية خلال السنة المقبلة بمدينة الناضور .