يوم أمس ، احتضن المركب الثقافي بالناظور مسرحية للفنان والكاتب عبد الحق الزروالي ،وهي المسرحية التي كانت تحت عنوان "روبورطاش" ، وتأتي المسرحية في إطار تعريف الممثل عبد الحق الزروالي بآخر جديده في هذا الميدان الذي أحبه ويحبه ويُبدع فيه بطريقته الخاصة، التي غالبا ماتحمل في ثناها رسائل مباشرة ومعان واضحة . ولعل المسرحية التي قدمها عبد الحق الزروالي يوم أمس لخير دليل على التميز والإبداع الذي يُميز هذا الفنان ، حيث ظهر جليا تميزه فوق خشبة المسرح ، ناهيك عن مدى تفاعله مع جل أحداث ومقطوعات مسرحيته التي كانت بالمناسبة عبارة عن واقع وصورة لمهنة مذيع في الإذاعة، لكن بطريقة سخرية وهزلية مع مواقف مضحكة قصد إضفاء نوع من الحيوية ورسم الإبتسامة على محياه الجمهور القليل الذي حضر بأعداد تعد على الأصابع ، والسبب لا يخفى طبعاا ، ويتجلى بالاساس في غياب الوعي الثقافي لدى شريحة واسعة من ساكنة المدينة التي تفضل المهرجانات بدل الأعمال الثقافية التي تُنير العقل وتهذب النفوس. عموما ،بيت القصيد ، ليس ماذكرناه سالفا ، بل إن طامة من الطامات الكبرى التي يعرفها المركب الثقافي وقعت يوم أمس وأمام مرآى الحاضرين ، أو لنقل مهزلة ..لأنها مهزلة أكيد سيعلق عليها الكل ، وتكمن المهزلة في ضعف الإضاءة ورداءتها ، وفي مسرحية تُصنف من خيرة المسرحيات مؤخرا خاصة وأنها كانت من إبداع رجل قدم في هذا المجال الشيئ الكثير ، لكن للاسف اصطدم مع واقع مُر في مدينة لا تُعير اي اهتمام لمثل هذه الأنشطة ، حتى أنه ضاق ذرعا وصرخ في وجه المكلف بإنارة الإضاءة قائلا "اشعال الضو اصاحبي راه مابقيت كانشوف والوو.." ، قد يقول قائل ويظن البعض أنها في إطار المسرحية وكان الأمر نفس الشيئ بالنسبة لي ، لكن عندما سألناه وخارج ردهات الخشبة ، قال إن الأمر كان حقيقة والحقيقة تقتضي أحيانا التدخل ولو خارج سياق المسرحية ، واضاف نأسف على حال هذا القاعة عفوا المركب الثقافي ..رداءة في كل شيئ ..وشكرا لمدينة الناظورعلى كل شيئ ، يقول عبد الحق الزروالي. هكذا خاتمها قيدوم المسرح المغربي ، وهو حاملا محفظته مستعدا للعودة إلى بلدته الأصلية ، حاملا فكرة وصورة لن تمحي من ذهنه وأكيد أنها ستكون مُنطلق حديثه في غضون الأيام القليلة المقبلة ..اصبحنا مهزلة والسبب سنحمله لأنفسنا قبل المسؤولين..