حظي المبدع المسرحي عبد الحق الزروالي بتكريم خاص خلال الدورة العاشرة لمهرجان طنجة للفنون المشهدية ،التي افتتحت مساء أمس الجمعة. وسلط المهرجان ،المنظم من طرف المركز الدولي لدراسات الفرجة الى غاية الثالث من يونيو القادم ،الضوء على إسهامات الفنان عبد الحق الزروالي ،كأحد رموز المشهد الفني والمسرحي بالمغرب ،في إغناء الفعل المسرحي في المغرب، ولتجربته المتميزة مع مسرح الممثل الواحد على امتداد أزيد من 50 سنة من العطاء . وأبرز المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية تفرد وتميز مسار عبد الحق الزروالي ، الذي تمكن بفضل موهبته وعمله التجديدي والتزامه بقيم أب الفنون من أن ينقش لنفسه موقعا خاصا بين رجالات المسرح الاكثر شهرة على الصعيدين الوطني والعربي . وأشار رئيس المركز خالد أمين ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ،إلى أن هذا التكريم هو تكريس لثقافة الاعتراف لرواد خشبة المسرح المغربي ،سواء تعلق الامر بصناع الفرجة والفنانين أو بالنقاد ، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة سبق وان كرمت في لحظات سابقة أسماء كبيرة مثل حسن المنيعي ومحمد القوتي وثريا جبران . وأبرز أن المهرجان يهدف إلى سن هذه الالتفاتة التكريمية على مستوى مجال البحث بإثراء المكتبة المغربية بالأعمال المكرسة لمسار هؤلاء الفنانين والمبدعين والمفكرين ، مشيرا إلى أن هذه الدورة حرصت على عرض إصدار خاص حول تجربة الكاتب والممثل المسرحي عبد الحق الزروالي تحت عنوان "عبد الحق الزروالي وحده في مساحات الضوء " ، أصدره المركز تحت إشراف الناقد والكاتب حسن اليوسفي ، ويتضمن هذا الكتاب دراسات حول أعمال الزروالي المسرحية وحول تجربته بشكل عام، وكذا شهادات الفاعلين في المشهد المسرحي والثقافي في حقه وحول أعماله وتجربته المسرحيتين. وأعرب عبد الحق الزروالي ،في كلمة له خلال حفل التكريم ،عن امتنانه لهذه الالتفاتة وهذا الاعتراف من قبل المهنيين والباحثين اللامعين في مجال المسرح والفنون المشهدية ،مؤكدا أن هذا التكريم هو تكريم ل" عموم رواد المسرح المغربي ،خاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من مواصلة مسارهم بسبب العقبات والصعوبات التي تعوق تطوير المشهد المسرحي الوطني" . وتندرج هذه التظاهرة الثقافية في إطار مواصلة النقاش المتعلق بفنون الفرجة ،الذي أطلقه المركز منذ أكثر من عقد من الزمن ،وإخضاع المنتوج الدرامي للتحليل والنقد باعتباره فعلا متجدرا في الممارسة المسرحية. وتناقش التظاهرة ،التي تنظم بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي والمركز الدولي ويشارك فيها مسرحيون وباحثون في مجال الفرجة والفنون المشهدية يمثلون ما يزيد عن عشرين بلدا ، كمحور أساسي "الدراماتورجيا البديلة: الأشكال الخاصة بطلائع الألفية الثالثة" ،بمشاركة خبراء وباحثين ، في محاولة لإيجاد طرق بديلة لاستفزاز منظومة "الحضور"، وإعادة النظر في أدوار المؤدين والمتفرجين والنقاد على حد سواء ،وملامسة أنواع العروض الفرجوية الجديدة التي لا تنطلق من بنية مسرحية نصية/أدبية محضة، وتتطور من حيث هي عروض وأشكال فرجوية لفظية وغير لفظية، تختلط بالأدوات الوسائطية، والكوريغرافيا، والرقص، والارتجال. كما تسعى الدورة ، من خلال ندوتها العلمية المركزية ، إلى استكشاف خطابات جديدة، تتناول بالدرس والتحليل العلاقة المتبادلة داخل وعبر حدود أشكال المسرح العربي المعاصر واستكشاف مجال "الدراماتورجيا المعاصرة البديلة" من خلال تأمل عام في الهويات العربية المتغيرة. ويتضمن برنامج الدورة عرض العديد من المسرحيات ،من ضمنها مسرحية "روبورطاش " من توقيع الفنان المبدع عبد الحق الزروالي ،اضافة الى موائد مستديرة وورشات تيماتية وحفلات توقيع بعض المؤلفات حول المسرح ،منها كتاب "حركية الفرجة في المسرح " لحسن المنيعي وكتاب "دموع بالكحول" لمؤلفه عصام اليوسفي.