في إطار الجهود التي تبذلها نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالناظور، لمحاصرة ظاهرة التسرب الدراسي والحد منها، نظمت النيابة يوم الثلاثاء 29 أبريل 2014، عملية من الطفل إلى الطفل في نسختها السادسة. وقد شهدت مدرسة ترقاع بالناظور إطلاق العملية، بحضور السادة محمد التوابي رئيس مصلحة محاربة الأمية، حميد أزيرار رئيس مكتب الشراكة، وعبد الرحمن ابن طالب ومحمد أمقران مفتشان تربويان للتعليم الابتدائي، إلى جانب ممثلين للسلطات المحلية ولجمعية الآباء وجمعيات أخرى. في البداية ألقى السيد التومي البكاي كلمة توجيهية، شكر فيها التلاميذ المتطوعين في الحملة، منوها بروح المسؤولية التي يتحلون بها، وبوعيهم بأهمية الدور الذي يمكن أن يؤدوه لإنقاذ غيرهم من الأطفال من مخاطر التسرب المدرسي، مبرزا أهمية التعليم المدرسي في حياة المغاربة، متمنيا لهم التوفيق في مهامهم. أما السيد محمد التوابي، فقد أشار في كلمته إلى أهداف وغايات الحملة، واستعرض النتائج الهامة التي تحققت خلال الدورات السابقة، والتي أفضت إلى عودة عشرات التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وموجها الشكر باسم السيد النائب الإقليمي إلى التلاميذ والتلميذات وإلى السادة مدير وأساتذة المؤسسة وممثلي السلطة المحلية وكل الحاضرين على تتبعهم العملية والدعم الذي قدموه لها. إثر ذلك انطلق التلاميذ لمباشرة مهامهم التواصلية في محيطهم المدرسي، وتعبئة الاستمارات الخاصة بالعملية. هذه العملية التربوية التواصلية لا تقتصر على مدرسة ترقاع وحدها، بل تتم على صعيد جميع المؤسسات التعليمية العمومية، ويشارك فيها 10 تلاميذ وتلميذات من كل مؤسسة تعليمية ابتدائية وإعدادية، حيث يقوم هؤلاء التلاميذ، بالتواصل مع الأسر بمحيطهم، وإحصاء الأطفال الذين هم في سن التمدرس ولا يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية، أو كانوا يتابعون بها وانقطعوا عنها، حيث يقوم التلاميذ بتوعية هؤلاء الأطفال وأسرهم بأهمية التعليم المدرسي، وبحث أسباب عدم التمدرس أو الانقطاع عن الدراسة، وحثهم على العودة إلى مقاعد الدراسة، وتعبئة استمارات معدة لهذه الغاية، ويتم ذلك بتأطير وإشراف أساتذة التلاميذ المشاركين فيها. وتتميز العملية هذه السنة بمزامنتها للقاءات التشاورية حول المدرسة المغربية، التي تعقدها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي والمحلي، مع كل الفاعلين التربويين وشركاء المؤسسة التعليمية، وتهدف إلى خلق فضاءات للتقاسم والتفاعل حول الإشكاليات المطروحة أمام المنظومة التربوية وكذا حول الانتظارات والاقتراحات، في تكامل تام مع الاستشارات وجلسات الاستماع التي نظمها المجلس الأعلى للتعليم.