قامت السلطات المحلية بمدينة مليلية المحتلة، تنفيذا لحكم قضائي، يوم الثلاثاء الماضي بإفراغ و إغلاق المركز الثقافي المتواجد بالحي السكني المدعو "لوس بيناريس"، والذي كانت ساكنة الحي تتخذه مسجدا لسنوات عديدة. إذ بررت السلطات الإسبانية هذا الإجراء، كحق مشروع، وغير قابل للنقاش، لمجلس المدينة لاسترجاع المقر المذكور،بعد أن جعل منه إمام المسجد مسكنا شخصيا له. وقد استنكرت الساكنة المسلمة بهذا الحي، خطأ الإجراء غير المبرر من طرف الحكومة المستقلة للمدينة برئاسة "خوان خوسي إمبروضا"، إذ أكدت عدة مصادر بحي "لوس بيناريس" كون هذا القرار، والذي تعتبره الأوساط المحلية المسلمة جائرا و تعسفيا، نتيجة لتصفية حسابات سياسية ضيقة بين ممثلي "الحزب الشعبي" اليميني الحاكم من جهة، و "الحزب الاشتراكي العمالي" وحزب "الائتلاف من أجل مليلية" الذي يتضمن أعضاء مسلمة عديدة، إذ أكدت أوساط مسؤولة بهذا الأخير، أن أمر إغلاق هذا المسجد يعود إلى دوافع انتقامية من استقلالية القائمين على حسن سير هذا المرفق الخاص بالعبادة بعيدا عن إملاءات "إمبروضا" رئيس الحكومة المحلية، و بالتالي عن تدخلات الحزب الشعبي الإسباني اليميني، وليس مجرد دفاع عن الحق في المطالبة باسترداد مقر عمومي بلدي قد تم احتلاله بوضع اليد، كما يدعي عبد المالك البركاني، أحد المستشارين الجماعيين الدائر في فلك "إمبروضا" و مناوراته السياسية. كما عاد، عشية أمس، حزب "الائتلاف من أجل مليلية" برئاسة مصطفى أبرشان إلى التأكيد من جديد على المسؤولية الكاملة ل "خوان خوسي إمبروضا"، رئيس الحكومة المحلية بمليلية المحتلة، عن الجدال الدائر حول قرار إغلاق المسجد المذكور، و أن مثل هذه القرارات من شأنها تهديد التعايش بين مختلف الطوائف الدينية بالمدينةالمحتلة، وخلق صراعات، خاصة و أن أمر تسيير هذا المرفق قد أوكل إلى الجمعية الإسلامية التي لا تتوفر على أية تمثيلية محلية، و تغييب أي دور للجنة الإسلامية لمليلية، والتي كان من المفروض على "إمبروضا" التعامل معها في هذا الشأن، وأن قرار إفراغ مسجد "لوس بيناريس" من محتوياته ثُم إعادة فتحه من جديد، جراء تظاهر الساكنة أمام المسجد، هو استهتار في حد ذاته... حسب تصريح ل عبد الحميد محمد الناطق الرسمي ل حزب "الائتلاف من أجل مليلية" لوسائل الإعلام المحلية. هذا، وقد كانت جنبات مسجد حي "لوس بيناريس" قد شهدت يوم الثلاثاء الماضي تواجد عناصر أمنية تابعة لكل من الشرطة المحلية التابعة لبلدية المدينةالمحتلة مدعومة بعناصر من الشرطة الوطنية الإسبانية، حوالي الحادية عشر صباحا، مرفقين بموظفين عن "الشركة الجماعية للسكن والتهيئة الترابية" التابعة للمجلس المحلي لمليلية المحتلة، قصد تنفيذ حكم قضائي يقضي بإفراغ المسجد من محتوياته و تسليم عهدته إلى المصالح البلدية المحلية الشيء الذي أدى بالمصلين إلى أداء صلاة الظهر على مشارف أبواب مقر "جمعية المركز الثقافي لسكان الياسمين". وكان قد تجمع مئات من الأشخاص قبل أسبوعين عند بوابة "جمعية المركز الثقافي ياسمين" بحي "لوس بيناريس" قصد الاحتجاج على إثر منحهم مهلة أسبوعين لإغلاق المسجد المذكور. إذ تجمع السكان في ساحة مجاورة لطلب تفسيرات بشأن هذا الموقف ، خاصة و أن "إمبروضا" نفسه كان قد زار المسجد في عدة مناسبات للحصول على التأييد خلال حملته الانتخابية الأخيرة ، بل ورافق المسلمين في الإفطار خلال شهر رمضان. وبذلك أعربت ساكنة الحي المسلمة، على لسان رئيس جمعية سكانها، ميمون عمرو محمد، عن موقفها الحازم للدفاع عن مكان العبادة الذي ظل مفتوحا منذ عام 2005 دون أية مشاكل تذكر، و بأنها ستناضل من أجل المسجد حتى النهاية.