منذ أزيد من أسبوع، وأنا أتعرض لشتى أنواع التخوين والسب والقذف، بل وللاتهام الجاهز الذي لا تتوانى السلطة ومتعاونيها في استعماله وهو "خدمة الأجندة الأجنبية لزعزعة استقرار هذا البلد الآمن"، وهذا الاتهام ليس بغريب على متتبعي الشأن العام والخاص بالبلاد، خاصة وأنه بمثابة الورقة الوحيدة التي تلعبها السلطة ومتعاونيها ضد أصواتنا وإراداتنا الحرة التي اختارت أن لا تصطف في طابور المهانة والخنوع المجسدة لعبودية مقننة في القرن الواحد والعشرين. وهذه الهجومات التي تستهدف النيل من شخصي صدرت عن أطراف تبدوا متناحرة ظاهريا لكن يجمعها الانتماء إلى الطابور الخامس للمتعاونين مع النيو-مخزن، (شباب من حزب البام، نشطاء أمازيغ –المسمى رشيد بوهدوز مثلا-، إعلام تابع للسلطة –ناظور24، صوت الريف، بالإضافة إلى عشرات الأسماء المستعارة التي تملأ صفحات المواقع الاجتماعية صباح مساء). وأتت مباشرة بعد نشري لسلسة من المقالات حول مختلف قضايا الريف، وضد تسلط المؤسسة الملكية المغربية وهيمنتها على المشهد السياسي والاقتصادي بالبلاد، وهي المقالات المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، والمنشورة في عدة مواقع بالداخل والخارج، وعليه نسجل الملاحظات التالية: - أن المقالات التي نشرتها في الآونة الأخيرة، والتي تميزت بطابعها النقدي الجريء أزعجت كثيرا السلطة، مما دفعها إلى استعمال متعاونيها (الطابور الخامس) للهجوم علي، (بعد أن عجزت عن دفعهم إلى مقارعتي فكريا طبعا)، باستعمال السب والقذف ولغة الاتهامات الجاهزة، وهذا يؤكده مقال أحد المتعاونين مع السلطة بقوله : "في الآونة الأخيرة و على العادة، بدأ شخص يدعى "فكري الأزراق" في الترويج لكتابات حول الريف في مجموعة من المدونات الإلكترونية المجهولة، و ذلك بعيدا عن الموضوعية و المصداقية". - أن الهجومات التي أتت من مختلف الأطراف، جاءت موحدة زمانيا، وفي سياق الرد على كتاباتي كما أسلفت الذكر، وهو ما يستبعد نظرية "تصفية الحسابات الشخصية"، ويؤكد بالمقابل بأن كل هذا جاء ممنهجا ومخططا له بشكل دقيق. ولعل من حسنات هذه الهجومات، هي أنها كشفت حقيقة بعض المتعاونين مع جهاز السلطة المتنكرين في جلباب المناضلين، والذين لم نكن نعرفهم سابقا على حقيقتهم. - أن هذه الهجومات، تأتي في سياق تواجه فيه السلطة موجة غضب شعبية عارمة، خاصة بعد فشل كل محاولات التهدئة التي قامت بها على أعلى المستويات، وهذا معناه أنها –أي السلطة- التي وجدت نفسها في موقف لا يُحسد عليه، تحاول جاهدة الحفاظ على مجموعة من التوازنات عن طريق استهداف الذوات المناضلة كضربة استباقية لمنع هذه الذوات من المساهمة بقوة في حراك مقبل سيقلب كل الموازين. - أن هذه الحيثيات وغيرها، تؤكد بما لا يترك المجال لأي شك، بأن الهدف من كل هذا هو إسكات صوتي الذي يعتبر "مُزعجا" للسلطة، كما أكدت ذلك العبارات المنشورة من طرف متعاونيها على نطاق واسع، خاصة وأنها –السلطة- قامت بمحاولات سابقة لإسكاتي (استهدافي واتهامي بمجوعة من الاتهامات من طرف الكثيرين في وقت سابق، ومحاولة اغتيالي بتاريخ 29 يناير 2012، والتشهير بي من طرف بعض المواقع التي أنشأت خصيصا للتشهير بالذوات المناضلة، والتي نعرف جيدا من يقف وراءها بالداخل والخارج) دون أن تبلغ مبتغاها. إن ما تقوم به السطة، من خلال استعمال مجموعة من متعاونيها لتوجيه ضربات تحت الحزام لهذا الطرف الممانع أو ذاك، لا ولن تجد نفعا، لأنه ببساطة آمننا بقضيتنا العادلة والأكثر من مشروعة، وهذه الضربات لن تزيدنا إلا تشبثا بمبادئنا، ولتعلم السلطة ومتعاونيها بأن نفسنا طويل ولن نستسلم أبدا.