إلغاء قرار إيقاف الطيارة بشرى البرنوصي عن العمل بسبب تصريحات صحافية أسفر اجتماع عقد أمس بين نقابة الطيارين وإدارة الخطوط الملكية المغربية عن انفراج باتجاه حل الخلاف القائم بين الطرفين حول مطالب نقابية بعد سلسلة إضرابات شنها الطيارون، وأدت إلى انعكاسات وخيمة على حركة المسافرين في المطارات المغربية، كما كبدت الشركة خسائر مادية فادحة. وفي تطور لافت اتخذ الإضراب طابعا سياسيا بعد لقاءات جرت بين الطيارين وبعض الأحزاب السياسية. وقال الطيارون إنهم لمسوا خلال الجولة الأولى من الاجتماع الذي دام ساعتين، وجود رغبة لدى الإدارة من أجل إيجاد مخرج لهذا النزاع، خاصة فيما يتعلق بمطلبهم الأساسي، والمتمثل في عدم توظيف أجانب في منصب قائد الطائرة، واحترام الشركة لاتفاقياتها السابقة. وعبر الطيارون، في بيان صدر أمس، عن رغبتهم في أن تصمد هذه الإرادة في الأيام المقبلة لإيجاد حل شامل ومقبول للطرفين، مشيرين إلى أن الحوار بين الجانين سيكون صعبا. من جهتها، قالت إدارة الخطوط الملكية إن اللقاء جرى في جو جدي وبناء وأتاح التطرق إلى مطالب ممثلي الطيارين، والتوصل إلى حلول توافقية بالنسبة لأغلبها. وتم الاتفاق على لقاءات لاحقة من أجل «تحديد التفاصيل المتعلقة بالحلول التي تم التوصل إليها»، مشيرة إلى أن الطرفين تعهدا بتعزيز روح الحوار والتفاهم من أجل خلق جو ملائم لتطور الشركة المغربية، في وقت يتطلب منها مواجهة عدة تحديات تتعلق بالمنافسة القوية، وكذا الوضعية الصعبة التي يعيشها قطاع النقل الجوي». وقال نجيب الإبراهيمي، نائب الأمين العام لنقابة الطيارين، إن ممثلي الطيارين اشترطوا لقبول الحوار والتفاوض من جديد مع الإدارة، إلغاء قرار الإيقاف عن العمل الذي اتخذ في حق الطيارة بشرى البرنوصي، الناطقة باسم نقابة الطيارين، بسبب تصريحات صحافية، وهو ما تمت الاستجابة له، حيث استأنفت البرنوصي عملها. وقال الإبراهيمي ل«الشرق الأوسط»، إن النقابة أجرت في الأيام الماضية، لقاءات مع بعض الأحزاب السياسية المغربية لشرح الأسباب التي دعتهم إلى تنظيم الإضراب، والاستماع إلى مطالبهم، بيد أن عددا من الأحزاب رفض استقبالهم عبر لقاءات رسمية، باستثناء حزبي «العدالة والتنمية» (الإسلامي)، و«الأصالة والمعاصرة»، المعارضين. وقال الإبراهيمي إنه لا يعلم طبيعة المبادرة التي قام بها الحزبان للتدخل أو الوساطة لتسوية النزاع، غير أنه أكد أن الاجتماع الأخير الذي دعت إليه إدارة الشركة تم بعد اللقاء الذي عقده الطيارون مع المسؤولين في تلك الأحزاب. وأوضح الإبراهيمي أن جولة ثانية بين الطيارين والإدارة تناولت بالتفصيل الخلافات العالقة، متمنيا أن تفضي إلى حل توافقي يراعي مصلحة الطرفين. يذكر أن الطيارين المغاربة خاضوا أطول إضراب في تاريخ النقل الجوي المغربي، إذ دام أكثر من شهر، وتسبب في حدوث اضطرابات كبيرة في الرحلات الجوية التي تعرف حركة مكثفة في هذه الفترة بسبب العطلة الصيفية، ورحلات العمرة الرمضانية. ومنذ بداية الإضراب، وشركة الخطوط الملكية تعلن أنها استطاعت تأمين معظم الرحلات الجوية. وكان إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام للشركة، قال في تصريحات صحافية إن «الإضراب لم يعد أداة للحوار الاجتماعي، وإن الطيارين لم تعد لديهم إمكانية شل حركة الخطوط الملكية المغربية»، واتخذ النزاع بين الطرفين اتجاها تصعيديا عبر مختلف وسائل الإعلام. وينتقد الطيارون لجوء الشركة إلى تأجير الطائرات من الشركات الأوروبية، وتبديد الأموال العامة، للتغطية على حركة الإضراب، فيما تعلن الشركة أنها تعتمد بنسبة 85 في المائة على طائرات مجموعة الخطوط الملكية. وتقدر خسائر الخطوط الملكية جراء هذا الإضراب بمليون ونصف المليون يورو في اليوم.الشرق الأوسط