خلفت فضيحة تعرض 1500 مواطن مغربي مقيمون باسبانيا لعملية وصفت بأنها " نصب واحتيال" من قبل وكالة للأسفار تنظم رحلات بين مطار الناظور ومطارات برشلونة، وخيرونا، وبالما دي مايوركا، الكثير من الغموض لدى ضحايا هذه الوكالة التي يوجد مقرها في مدينة مالقا الاسبانية، وكانت قد فتحت مكتبين لبيع التذاكر بكل من مدينة الناظور وخيرونة، من دون أن تثير شبهات حول مصداقية خدماتها. واختفى الأسبوع ما قبل الماضي مدير وكالة "ريفجيت" حكيم ملول من دون أن يظهر له اثر، فيما تحدثت جرائد اسبانية نقلا عن مهاجرين مغاربة تعرضوا للنصب عن هروب الأخير إلى ألمانيا مخلفا وراءه مئات من الأشخاص وجدوا أنفسهم بدون طائرات تنقلهم من مطار برشلونة باتجاه الناظور بالرغم من توفرهم على تذاكر للسفر. وكانت وكالة الريف للطيران "ريفجيت" قد أطلقت بالفعل أولى رحلاتها بوصول أول طائرة تابعة لها الى مطار العروي الدولي صباح يوم السبت 04 ابريل 2009 وعلى متنها حوالي 120 مسافر قدموا من مدينة برشلونة الاسبانية، ومنذ مارس الماضي وفرت الشركة نحو 20 رحلة جوية بين برشلونة والناظور ذهابا وإيابا، من دون مشاكل تذكر، فيما كانت قبل ذلك وبمناسبة افتتاح خدماتها قد نظمت حفلة دعيت لها اغلب وكالات الأسفار بالناظور، ومثلت هذه الاعتبارات بالنسبة للكثيرين بالاظافة إلى توفر الوكالة على مكتبين بالناظور وخيرونة أهم أسس مصداقية هذه الشركة بالنسبة للمتعاملين معها. الشرطة الاسبانية بإقليم كاطلونيا فتحت تحقيقا في أعقاب تقدم عدد من المهاجرين المغاربة المقيمين فوق التراب الاسباني لدى المصالح الأمنية بشكايات بشأن تعرضهم لعملية نصب واحتيال من قبل شركة الطيران "ريفجيت"، كما اعتقل على ضوء ذلك مدير شركة "ريفجيت" بخيرونة حسين المرابطي على ذمة التحقيق في صلته باختفاء أموال التذاكر التي تم بيعها، غير أن هذا الأخير ظل متمسكا بكونه مجرد مستخدم بالشركة وان مدير الشركة حكيم ملول اخذ الأموال وفر باتجاه ألمانيا. حكيم ملول من جهته وعبر بيان وجهه لوسائل الإعلام اتهم حسن المرابطي بكونه استغل انشغاله بأحوال أبيه الصحية فقام بالسطو على أموال التذاكر وأغلق حساب الشركة ببنك سانتاندير بمدينة ماربيا وقام بتحويلها لحساب آخر. وفي انتظار انكشاف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية المثيرة، يظل حكيم ملول، "المبحوث عنه" وحده "العلبة السوداء" التي بإمكانها أن توفر المزيد من الإجابات عما حدث، وتحديدا هل كانت شركة "ريفجيت" مجرد واجهة تخفي وراءها خطة مدروسة للسطو على أموال المسافرين، أم أن الذي وقع لا يعدو أن يكون مجرد إعلان لإفلاس الشركة بسبب سوء تدبيرها.