تلقيت وأسرتي، ببالغ الأسى والألم، وفاة المشمولة برحمة الله، حرم الراحل السيد محمد مجيد، على إثر حادثة سير أليمة، في الساعة السابعة من صباح يوم سادس غشت الماضي، بالطريق العمومي بعين الذياب. وهي الحادث التي كان ابني، البالغ من العمر 18 ربيعا، والحاصل على رخصة السياقة، طرفا فيها، حيث كان يقود السيارة الخاصة بي، وتسبب في حادث عرضي، حيث لا راد لقضاء الله، وقمت، في حينه، وأسرتي، بتقديم تعازي الحارة إلى أقارب الفقيدة. وقامت السلطات المختصة، في حينه، بالإجراءات المرعية في مثل هذه الحالات، حيث عرض ابني على القضاء، الذي أوقفه، وأمر بإجراء خبرة طبية عبر تحليل عينة من دمه، عن طريق المختبر العمومي التابع للمديرية العامة للأمن الوطني أتبتت بما لا يدع للشك عدم تعاطيه للكحول أو المخدرات، (انظر نسخة من الخبرة الطبية)، عكس ما تداولته بعض وسائل الإعلام، ونؤكد أكثر من ذلك أن ابننا لا يتعاطى أي نوع من المخدرات أو المشروبات الكحولية. وإذ نذكر أن ابننا الذي أدين بشهرين ابتدائيا، وستعرض القضية على استئنافية الدارالبيضاء، هذا الأسبوع، يعاني نفسيا داخل المركب السجني عكاشة (الإصلاحية)، حاول الانتحار مرتين، جراء الضغط النفسي والحملة التي شنتها بعض وسائل الإعلام، دون مراعاة سن ابننا وظروفه الاجتماعية، حيث يستعد لاستكمال دراسته العليا، بعد حصوله، هذه السنة، على شهادة الباكالوريا. وللتوضيح وتصحيح بعض المغالطات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، دون قصد، لكن أثرت على مجرى القضية، وعلى نفسية ابننا، فأسرتنا متوسطة الحال وليست ميسورة كما أشيع، وروج. وإذ نؤكد أننا مكلومين من جهتين، من جهة وفاة الراحلة، التي نحترم تاريخها وتاريخ زوجها اللذان قدما الكثير للعمل الجمعوي والخيري، ومن جهة أخرى ابننا الشاب، الذي يعاني داخل زنزانته أثارا نفسية ستؤثر لا محالة على مستقبله، إذ في الوقت الذي كان من المفروض أن يجد نفسه في مدرجات الجامعة وجد نفسه في زنزانة، غير مصدق ما أصابه، ومتأثرا، أيضا، من وفاة الراحلة. وفي الأخير، إذ نناشد وسائل الإعلام التعاطي مع قضية ابننا برزانة وتبصر، وأنه مهما كان إنه شاب بل فتى مغربي ابن أسرة متوسطة الحال، وهو ابنها الوحيد، نناشد أيضا أسرة الفقيدة وعائلتها النظر بعين الرحمة لوضع ابننا، وتغفر وتتسامح كما هو معروف عن الراحل امجيد وزوجته اللذان كرسا حياتهما للعمل الإنساني والخيري، ودعم هذا الشباب، وإن عفو عائلة مجيد عن هذا الفتى بمثابة تكريم للراحلة وأعمالها الإنسانية. وإذ نجدد تعازينا الحارة لعائلة الفقيدة، راجين من العلي القدير أن يتقبلها ضمن الشهداء والصديقين، وفي الأخير لا يسعنا إلى أن نختم بقوله تعالى "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".