أجلت المحكمة لابتدائیة بالمحمدیة أول أمس الخمیس النظر في ملف أكبر وأخطر نصاب على الصعید الوطني، بعد اعتقاله من طرف المصالح الأمنیة بالمحمدیة، وذلك من أجل منحه فرصة إعداد الدفاع واستدعاء بعض المصرحین. المتهم خلف وراءه أزید من أربعمائة ضحیة على الصعید الوطني من عملیات النصب ، من بینهم خمسة أشخاص من مدینة المحمدیة ، والتي جنا منها ما یفوق 220 ملیون سنتیم . وكانت البدایة تنطلق من تصفحه لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونیة التجاریة المتخصصة في عملیات البیع والكراء لمختلف العقارات ووسائل النقل ، حیث كان یقوم باختیار بعض المعروضات للبیع أو الكراء والغالیة الثمن كالسیارات الفارهة والاقامات الفاخرة ( الفیلات )، والمحلات الاصطیافیة الفخمة المتواجدة في مواقع سیاحیة استراتیجیة على الصعید الوطني . لینتقل للمرحلة الثانیة وهي القیام بتحریات وتحقیقات واسعة في الخفاء، من أجل التعرف بدقة على هویة أصحابها وجمع ما أمكن من المعلومات عن أقربائهم ومعارفهم استنادا للعناوین والأرقام الهاتفیة التي ینقلها من المواقع التجاریة ، بعدها تأتي المرحلة الثالثة وهي ربطه الإتصال هاتفیا بضحیته، حیث یفاجأه بذكر اسمه وذكر أسماء بعض معارفه، موهما أیاه بأنه یعرفه وقد سبق له كراء الإقامة السكنیة أو السیارة أو المحل الاصطیافي المعروضین في المواقع التجاریة . لیخبره بأنه مهاجر مغربي بالخارج وأنه بصدد إعادة محاولة الكراء لمدة تتراوح مابین شهر وشهرین ولا یهمه الثمن، وذلك بمجرد دخوله للمغرب في أقرب الآجال ، وبعد مرور حوالي یومین على المكالمة الهاتفیة، یربط من جدید الأتصال بضحیته ویخبره بأنه یوجد في موقع حرج لكونه بمجرد محاولة دخوله للمغرب عبر إحدى النقط الحدودیة ، تفاجئ بكون إدارة الجمارك قد طالبته بمبلغ مالي مهم كرسوم تعشیر من أجل إدخال مئات الهواتف النقالة الذكیة ، وأنه في حاجة ماسة لقیمة مالیة مضافة لیست بحوزته یقدرها أحیانا ما بین 6 و20 ألف درهم ، فان الحیلة تنطوي على الضحیة، حیث یبعث له بالمبلغ المطلوب عبر إحدى وكالات تحویل الأموال ، وفي اعتقاده أنه سیستعید أمواله بمجرد حلوله بعقاره المعد للكراء ، و یحلم كذلك بحصوله على ملایین السنتیمات كمقابل للسومة الكرائیة ، لكن حلمه یتبخر بعد سحب النصاب للمبالغ المالیة باستعمال هویة مزورة مما جعل أزید من أربعمائة ضحیة یسقطون في فخه. بدایة النهایة لهذا النصاب كانت بحلوله بمدینة المحمدیة ، والشروع في عملیات نصب جدیدة على بعض سكانها المیسورین والتي راح ضحیتها 5 أشخاص، لیتم إشعار المصالح الأمنیة بمدینة المحمدیة التي تمكنت من تحدید مقر سكناه بالبیضاء ، لیتم الترصد له واعتقاله ، حیت تبین أنه محبوث عنه على الصعید الوطني بموجب عشرات مذكرات بحث.