فجأة سطع "نجم" البرلمانية حسناء أبوزيد، الملتحقة بالبرلمان عبر اللائحة الوطنية للنساء خلال الانتخابات التشريعية، التي شهدها المغرب سنة 2011، باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي انخرطت في صفوفه سنة 2005. وراء هذه البرلمانية الاتحادية، يوجد رجل بمثابة المعلم والزوج، هو علي سالم الشكاف، رئيس لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني السابق بمجلس المستشارين، قبل أن يتم اختياره ممثلا لوزارة الداخلية على إقليمالمحمدية. أبوزيد والشكاف، يشكلان زوجا "كوبل" سياسيا، جمعتهما قبيلة آيت موسى وعلي، إحدى أكبر قبائل الصحراء، وحزب الاتحاد الاشتراكي بالجنوب، والبرلمان بغرفتيه، مجلسا النواب والمستشارين، قبل أن تفرقهما الداخلية بتعيين الزوج عاملا بالمحمدية. في الحلقة الرابعة من "الكوبل نجوم" الرمضانية، تستضيف هسبريس البرلمانية حسناء أبو زيد، وعامل إقليمالمحمدية، علي سالم الشكاف، ليكشفا عن جزء من حياتهما التي ابتدأت بأول لقاء في مدينة الداخلة سنة 1997، وتتوج بزواج في 2001، أثمرت ثلاثة أطفال ذكور، يعيشون مجتمعين بين المحمدية والرباط. اللقاء الأول خلال اللقاء الذي جمعنا بعائلة الشكاف، سألت هسبريس حسناء أبو زيد، عن أول لقاء جمعها بزوجها علي سالم، فقالت "نحن ننتمي إلى نفس العائلة، بمعنى أن اللقاء رتبته القرابة العائلية، أما الارتباط فهو قرار اتخذناه بناءً على مشاعر عاطفية ربطتنا". وتذكرت أبو زيد لحظات اللقاء الأول الذي كان محددا في نسج علاقتهما، "كنت حينها طالبة في السنة الثالثة بكلية الصيدلة بمدينة مونستير بتونس، في أحد أيام سنة 1997"، وكان الشكاف وقتها مهندسا ببلدية الداخلة، وهكذا كان، حيث قررنا بعد مدة زمنية أن نرتبط، فتم هذا الأمر". وحول نظام حياتهما اليومية في ظل انشغالات كل طرف، والتأثيرات على مستوى تربية الأبناء، خصوصا أن وقت الاشتغال غير مضبوط، ترى أبوزيد في حديثها لهسبريس، أن "إيقاع العمل نفسه ينظم الحياة اليومية، ويضبط الاختيارات ويوجه الأنشطة الأسرية". "كون وقت الاشتغال غير مضبوط، فإنه يمتد إلى العطل ونهاية الأسبوع، وأوقات متأخرة في مناسبات معينة"، تقول البرلمانية الاتحادية التي أشارت "أن العمل السياسي لم تتغير تقاليده رغم تطور البنية السوسيولوجيّة، ورغم ولوج النساء مازالت قواعد العمل ذكوريّة". ولفت نفس المتحدثة الانتباه أن تعدد المسؤوليات بالنسبة للنساء، لا يستحضر واقع وواجهات الاهتمام المختلفة، مشيرة أن هذا يطرح بقوة بالنسبة للمسؤولية اتجاه الأطفال، رغم أن الحضور بجانبهم يقاس بقيمته ومضمونه وحمولته، وليس بطوله أو عدد ساعاته، لذلك كان التكامل والتعاون وسيلتنا أمام هذه المسؤولية الجميلة. "لسنا نجوما" رغم أنه بناء على فكرة الفقرة الرمضانية "الكوبل نجوم"، وقع الاختيار على أبوزيد والشكاف، إلا أن البرلمانية المثيرة للجدل داخل المؤسسة البرلمانية، وفي حضورها الدائم في اللقاءات والندوات، نفت أن تكون وزوجها نجميْن. "لا نعيش حياة نجومية البتة، فنحن لسنا نجوماً، فأنا مسؤولة سياسية ومنتخبة، وزوجي موظف في الدولة"، تجيب أبوزيد هسبريس لتضيف "لا أعتقد أن مغرب العهد الجديد يعتبر هذه المسؤوليات نجومية، أو على الأقل هذا ما أعتقد". وسجلت نفس المتحدثة، "ربما يتعلق الأمر بوضع معين يفترض في وضعي مساحات أكبر للتواصل مع المواطنين والمواطنات، بشكل عام ومع المناضلات والمناضلين حزبياً"، معتبرة "أن هذا يفترض حضوراً واستجابة وقدرة على التتبع". تكوين سياسي ما هي الإضافة التي يمكن لكل طرف إضافتها لعمل الآخر؟، سؤال أجابت عنه أبوزيد "الفترة الانتدابية لزوجي بمجلس المستشارين، منذ سنة 2000 إلى 2013 وقبل انتخابي سنة 2011، شكلت فترة تكوينية حقيقية لي، وأعطتني صورة واضحة عن العمل البرلماني"، بالإضافة للعمل الحزبي والمحلي والجهوي في صفوف الاتحاد الاشتراكي". وبعد تعيين زوجها عاملا بوزارة الداخلية، ترى أبوزيد "أن المسار والسياقات اختلقت، لكون المسافة بين عملي وعمله لا تقبل التقاطع"، مبرزة "أننا واعيان تمام الوعي بهذا، وتبقى قيم المواطنة والحداثة والديمقراطية قاسماً لا يقبل الفصل". رمضان أهل الصحراء كثيرة هي الالتزامات التي تجعل من حياة "النجوم"، غير عادية، وذلك بسبب الأعمال التي ترافق حياتهم اليومية والرمضاينة تحديدا، أما إذا ارتبطت الأمر بسياسية تنتمي إلى حزب معارض، وزوجة رجل سلطة، فإن الأمر يختلف، خصوصا أن هذا الزوج من أهل الصحراء. "ربما انتماؤنا إلى الجنوب، بسط كثيراً تفاصيل رمضان فيما يتعلق بالمطبخ وغيره"، توضح أبوزيد حياتها اليومية في أيام رمضان، مشيرة أن "جلسة الشاي تبقى ثابتا من ثوابت الحياة، كما يأخذ الجانب الروحي موقعه في برنامجنا اليومي". وفي هذا الاتجاه تروي البرلمانية الاتحادية تفاصيل يومها الرمضاني، بالقول، "شخصيا تستهويني بعض الإنتاجات التلفزية المغربية، والبرامج ذات الطابع التاريخي والديني على القنوات المصرية، كما تسرقني أحيانا الإبداعات الدرامية السورية".