♦ ملخص السؤال: امرأة تزوجتْ عن حب من رجل مريض، أثر مرضه على الإنجاب وأصبح عقيمًا، تشكو الزوجة منه وأنه يبتعد عنها، ولا يقربها، ولا يحبها، وتسأل عن سبب تغيره؟
♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة متزوجة عن حبٍّ، وزوجي طيبٌ، وإنسان محترم، عشتُ معه في بيت أهله، وحدثتْ بيني وبين أهله مشكلات، وكنتُ أتحمَّل مِنْ أجْلِه، كما أنه كان مريضًا منذ صِغَرِه، وكان يُعالج بأدويةٍ سبَّبَتْ له عُقمًا! قمنا بإجراء عمليات للإنجاب، والحمد لله تَكَلَّل هذا بإنجاب طفلٍ عن طريق أطفال الأنابيب. المشكلةُ الآن أن زوجي لا يُقَدِّرني، ولا أعرف كيف نتعامل معًا؟ لا يتكلم معي، ولا يشعرني بالحب، خاصة وأني بعيدة عن أهلي. أشعر أني أعيش مع شخص غريبٍ، حتى العلاقة الجنسية لا تكون إلا بالشهور. صارحتُه أكثر مِن مرة، وجوابه: لا أعرف أن أعبرَ عن مشاعري! تعبتُ من هذه الحياة.. فهل أطلب الطلاق؟ الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخت العزيزة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: الزواجُ مُؤسسة يسعى الزوجان لبنائِها، وهُما مُتَّحِدان يُكَلِّل جهدهما الحبُّ والرحمةُ وتقدير الآخر، والشعور مع الآخر، وتوفير المناخ المناسب له، والسعي بكل ما يستطيع لإرضائه.
عزيزتي، قلتِ: إنك تزوجتِ زوجك عن حبٍّ، وكان رائعًا معك، ولكن لسببٍ أو لآخر تغيَّر، فهَلَّا سألتِ نفسكِ: ما سبب تغيُّره؟ وأين الحبُّ الذي بينكما؟ وبعد سنوات من الزواج ورحلة علاجٍ ثم قُدوم طفل يربط بينكما أكثر، ويزيد حياتكما بهجة وسعادة، فلماذا إذًا هو صامت مُنْزَوٍ بعيدٌ؟
الجواب معه، وعليك عزيزتي سؤاله بصراحة.
ألا يمكن أن يكون مرضُه سببًا في بُعْدِه عنك؟ ألا يمكن أن تكونَ كلمةٌ صدَرَتْ منك دون إدراكٍ منك لِعَواقِبِها أشعرتْهُ بمَرَضِه وعجْزِه عن الإنجاب فسَبَّبَتِ البُعْد؟
عزيزتي، اعلمي أن العقلَ السليم في الجسم السليم، فالمريضُ عُضويًّا لا بد وأن يُؤَثِّرَ مرَضُه على نفسيته، ومِن ثَم على المحيطين به.
عزيزتي، لا أنصحك بالطلاق الآن، وبِيَدِك الحل، حاولي إصلاح ما بينكما بأسلحة الأنثى المتَعَدِّدة، وبكلامٍ رقيقٍ، وبرسائل جوال فيها مِن الحب والرومانسية.
بمعنى آخر: غيِّري الأسلوب الذي تَتَّبِعينه، وابتعدي عن النكَد، وأبعدي بيتك وزوجك عنه، ولا تُكَلِّميه عن مَشاكلك مع أهله، وحاولي إرجاع أيام الحبِّ بينكما وما كنتما تفْعَلانِه، واصبري على مرضه، وتعاملي معه، والله - سبحانه وتعالى - مع الصابرين إذا صبروا، وحاوِلَا إنجاب طفل آخر بالطرق المشروعة، ولا تَيْئَسَا مِن رحمة الله تعالى.
وأكْثِري مِن الدعاء لله تعالى أن يجعلَ زوجَك قرةَ عين لك، ويجعلك قرة عين له، واستعيني بالصلاة والاستغفار؛ ففيهما تفريجٌ للهموم، وإزالة للكروب، والله الموفق.