الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل"    رجل يقتل ابنته وصهره باستخدام بندقية صيد    وزيرة الفلاحة الفرنسية تشيد بجهود الشراكة الاستراتيجية مع المغرب    انتخاب خالد الأجباري ضمن المكتب الوطني لنقابة الاتحاد المغربي للشغل    إسرائيل تنشر فيديو اغتيال نصر الله    ترامب يهنئ المحافظين في ألمانيا    التعادل السلبي ينهي قمة الجولة 22 بين الرجاء والجيش الملكي    الكاتب بوعلام صنصال يبدأ إضرابًا مفتوحا عن الطعام احتجاجًا على سجنه في الجزائر.. ودعوات للإفراج الفوري عنه    إطلاق نار يخلف قتيلين بالمحمدية    سبعيني يقتل ابنته وزوجها ببندقية صيد في المحمدية    مصرع فتاتين وإصابة آخرين أحدهما من الحسيمة في حادثة سير بطنجة    مودريتش وفينيسيوس يقودان ريال مدريد لإسقاط جيرونا    هذه هي تشكيلة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء في "الكلاسيكو"    لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025    حريق يأتي على سيارة إسعاف وسيدة حامل تنجو بأعجوبة    تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس : الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تنظم المؤتمر 87 للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية    الملك محمد السادس يهنئ إمبراطور اليابان بمناسبة عيد ميلاده    المغرب ضمن الدول الأكثر تصديرا إلى أوكرانيا عبر "جمارك أوديسا"    نقابة تدعو للتحقيق في اختلالات معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة    إسبانيا.. تفكيك شبكة متخصصة في الاتجار بالبشر استغلت أزيد من ألف امرأة    الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يُهدد القدرات المعرفية للمستخدمين    بوتين يستخدم الدين لتبرير الحرب في أوكرانيا: مهمتنا الدفاع عن روسيا بأمر من الله    رسالة مفتوحة إلى عبد السلام أحيزون    المغرب في الصدارة مغاربيا و ضمن 50 دولة الأكثر تأثيرا في العالم    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسلجة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    جمال بنصديق يحرز لقب "غلوري 98"    تقرير.. أزيد من ثلث المغاربة لايستطيعون تناول السمك بشكل يومي    عودة السمك المغربي تُنهي أزمة سبتة وتُنعش الأسواق    حماس تتهم إسرائيل بالتذرع بمراسم تسليم الأسرى "المهينة" لتعطيل الاتفاق    هل الحداثة ملك لأحد؟    رونالدو: تشرفت بلقاء محمد بن سلمان    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومتميزة في مكافحة الإرهاب    "غضب" نقابي بسبب "انفراد" رئيس جماعة الفقيه بن صالح بإجراء تنقيلات واسعة في صفوف الموظفين    متهم بالتهريب وغسيل الأموال.. توقيف فرنسي من أصول جزائرية بالدار البيضاء    لقاء تواصلي بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ووفد صحفي مصري    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    الصين تطلق قمرا صناعيا جديدا    رضا بلحيان يظهر لأول مرة مع لاتسيو في الدوري الإيطالي    القوات المسلحة الملكية تساهم في تقييم قدرات الدفاع والأمن بجمهورية إفريقيا الوسطى    القصة الكاملة لخيانة كيليان مبابي لإبراهيم دياز … !    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    السينما المغربية تتألق في مهرجان دبلن السينمائي الدولي 2025    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوجي عقيم؛ ماذا أفعل؟
نشر في محمدية بريس يوم 18 - 06 - 2014


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا متزوِّجة منذ سَنة وأربعة أشهر، ممرضة، عمري 22 سنة، لا يُوجد أطفال، وزوجي يبلغ 23 عامًا، موظَّف بالكهرباء، كنا في بداية زواجنا رافضين فِكرة الأطفال خلالَ السَّنة الأولى مِن الزواج بسبب دِراستي، ولما أنهيتُ دِراستي بدأنا نُفكِّر في الإنجاب، وكل شهر نقول الشهر القادم، وكل مرَّة أستخير وأذهب للطبيبة، وما أجدها، وكان يُلقي باللوم كلِّه عليَّ، وكنت أتضايق وأبكي، والمجتمع لا يرحم؛ لأنه لا يُوجد حمْل.
ومؤخَّرًا أجبرتُه على عمل التحليل لي وله، وكانتْ جميع تحليلاتي سليمة، ومِن هنا كانت الصدمة في تحليله! كان يحمل 3 مليون حيوان منوي فقط مِن أصْل 20 مليون، والثلاثة التي عنده كلُّهن يدور حولَ نفْسه، يقول الطبيب: يعني لا يوجد أمل في الحمل الطبيعي، غير أطفال الأنابيب.
وأنا لا أعرِف ماذا أعمل؟ مصدومة!
ما الحلُّ؟ طمئنوني ولو بكلمة، وأنا أموت في الأطفال، كنت أتمنَّى أن أحمل حتى وأنا أدرُس، لكنه كان رافضًا.
الطلاق هو الحل، أم أطفال الأنابيب، أم ماذا؟
وماذا أقول لأبيه؛ لأنَّه يُريد أن يجلسَ معي، ويسألني عن رأيي في الموضوع؛ لأني أجبرتُه أن يُخبِر والده؟
أنا أحبُّه، وهو أيضًا يُحبُّني، وحالتنا المادية ميسورة جدًّا.
أرجو الردَّ عليَّ في أسرع وقت مُمكِن.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الصبْر عندَ الصَّدْمة الأُولى))، فاتَّقي الله واصْبري، وقولي: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعون، اللهمَّ أجُرْني في مُصيبتي وأخْلِفْ لي خيرًا منها)، ثم استبشري خيرًا، فقد قال - تعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

وعن أمِّ سَلَمة أنها قالت: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما مِن مسلِم تُصيبه مصيبةٌ فيقول ما أمَرَه الله: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهمَّ أجُرْني في مُصيبتي وأخلِفْ لي خيرًا منها - إلا أخْلَف الله له خيرًا منها))، قالت: فلمَّا مات أبو سَلمة، قلت: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سَلَمة؟! أوَّل بيْت هاجَر إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم إنِّي قلتُها، فأخْلَف الله لي رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ رواه مسلم.

تَذكَّري يا أختي الكريمة، أنَّها ليستْ مُصيبتكِ وحْدَكِ، بل هي مصيبة زَوجكِ قَبْلكِ، فهو مِثْلكِ بشَرٌ، ولديه مشاعِرُ وعاطفةُ أُبوَّة، وأحلام وأمنيات بإنجابِ أولاد صالحين، فلا تكوني مصيبتَه الثانية بتصرُّفاتِكِ اللامسؤولة هذه؛ فقط لأنَّكِ ترغبين في إنجابِ طِفْل!

هل تَعمَّد زوجُكِ حِرمانَكِ مِنَ الأطفال، أم أنَّ هذا هو قضاءُ الله وقدَرُه؟! ألم يقلِ الله – تعالى -: {﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49 - 50]؟!

وإذًا؛ فأين الرِّضا بالقضاء؟! أين اليقينُ بعدْل الله ورحمته؟!

ماذا لو أظهرتْ النتائجُ أنَّكِ أنتِ العقيم، وليس زوْجكِ؟! أكُنتِ ستَشعُرين بكلِّ هذه الحَيْرة؟! هل كنتِ ستَطلُبين الطلاقَ ساعتئذٍ؟! هل كان يُرضيك أن يُطلِّقكِ زوجُكِ؛ فقط لأنَّكِ لا تُنجبين؛ لأنَّ الله قدَّر عليكِ ذلك، وليس بإرادتِكِ؟!

بالتأكيد سيختلف الأمرُ لدَيكِ، وهذه أنانيةٌ مفرِطة بلا شكٍّ.

اسمحي لي أنْ أقولَ لكِ بأنَّكِ تُحبِّين نفسكِ أكثرَ مِن زوْجكِ، ويجب أن تُواجهي هذه الحقيقة أيضًا، فالزوجة المُحبّة عونٌ لزوجها، وأنتِ لم تكوني كذلك على الإطْلاق.

ثم مِن العجيبِ أن تكوني ممرِّضة، وهي رمزُ الرحمة والحنان، ثم تتعاملين بكلِّ هذه القسْوَة مع أقربِ إنسانٍ لكِ!

والأعجب أن تقولي: "أم أطفال الأنابيب" تقولينها بهذا الاستهجان، وكأنَّما أطفال الأنابيب دُمى أو مثلَّجات، لا أطفال حقيقيون من لحْم ودم!

أيُّ عقلية هذه؟! أحقًّا أنَّكِ درستِ في مجال طبِّي؟! أحقًّا أنَّكِ تُحبِّين الأطفال؟!

لقد قالوا لكِ: إنَّ هناك حلاًّ بديلاً، وهو إنجابُ طِفْل بطريقة الإخْصاب المعملي خارجَ الرحم، وما قالوا لكِ: ربِّي طفلاً معاقًا، أو اكْفُلي يتيمًا، فأيُّ حب هذا الذي تَحملينه للأطفال، إنْ كنتِ غيرَ قادرة على تقبُّل طفلكِ الذي هو مِن لحمكِ ودمِكِ؛ فقط لأنه سيخصَّب خارجَ الرحم؟!

لا حولَ ولا قوَّة إلا بالله!

أمامكِ خياران شرعيَّان هنا: إمَّا أن تطلبي الطلاق، أو حتى الخُلع، والإصرار على ذلك؛ لا لأنَّ هذا هو حقُّكِ، بل لأنَّكِ حقيقةً لستِ أهلاً لأن تكوني الزوجةَ الصبورَ، المحبَّة والمضحية، ولستِ "السكن" الذي يحتاجه الزَّوْج - أيُّ زوجٍ - إذا حلَّت به مُصيبة، بل أنتِ - واعذريني إذ أقول لك ذلك - عبءٌ ثقيل، ومصيبةٌ أخرى على زوجِكِ، فحرِّريه من نفْسكِ، ولعلَّ الله يُعوِّضه بمَن هي خير منكِ، تحبُّه لذاته، لا لإنجابِ طفل، وكأنَّما الزواج معملٌ للتخصيب لا للمودَّة والرحمة.

أو فلْتَصْبِري وتحتسبي، وخذي بالأسباب؛ لأنَّكما ما زلتُما صغيرين، والفُرَص أمامكما كبيرة لإنجابِ طِفل، سواء بطريقة طبيعيَّة أو معمليَّة.

آمِني بالقضاء والقَدَر، وثِقي باختيار الله؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216] فلعلَّ الخير في تأخُّر الإنجاب، أو لعلَّ الخير في عدم الإنجاب مِن أصله، ما يُدريكِ؟

ربَّما كتب الله لكِ أبناءً عاقِّين يُرهقونكِ في كِبَركِ، ومِن الخير أن يبقَى المرء عقيمًا على أن يُنجِب ابنًا عاقًّا، أمَا تذكرين قصَّة النبي موسى - عليه السلام - مع الرجُل الصالح "الخضر" حين قتَل الغلام؟ قال الله - تعالى - على لسان الخضر: {﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾ [الكهف: 80 - 81].

الخيار الثاني - أعني: الصبر والأخذ بالأسباب - هو ما أنصَحُكِ به، ولا أنصحك بالطلاق إلا إذا كان زوْجكِ رجلاً غيرَ صالح، لا يقدّر تضحيتَكِ وصبرَكِ وحبَّكِ.

تريَّثي يا أُخيتي، وانتظري الأيام، فإنَّ الرجل الصالِح للمرأة الصالِحة خيرٌ لدِينها ودنياها مِن الابن العاق.

ثم لنفترضْ أنَّك طُلِّقْتِ، أهناك ضماناتٌ لدَيْكِ على أنَّكِ ستتزوَّجين مرةً أخرى؟ إنَّ احتمال ارتباط زوْجكِ بامرأةٍ أخرى غيرِكِ أعْلى من احتمال زواجكِ مرَّةً أخرى وأنتِ مُطلَّقة؛ لأنَّ هناك الكثير من النِّساء العاقلات اللاتي يرغبْنَ في العيش في كنَف رجل محبٍّ كزوجكِ، لكنَّكِ لا تضمنين وجودَ رجالٍ أكْفَاءٍ يمكن الاعتمادُ عليهم لمستقبل حياتكِ.

وحتى لو تزوَّجتِ ثانية، أهناك مِن ضماناتٍ على أنَّ هذا الرجل الآخر لن يكون عقيمًا هو الآخَر؟ وحتى لو لم يكن عقيمًا، أهناك مِن ضمانات بأنَّكِ ستحملين وتُنجبين؟ ما أكثرَ حالاتِ تأخُّر الحمل التي لا أسبابَ لها!

وإذا افترضْنا أنَّكِ حملتِ وأنجبتِ مِن زواجك الثاني، فهل هناك مِن ضمانات بأنَّكِ ستعيشين حياةً كريمةً سعيدةً مع الزوْج الثاني؟

على أية حال، أنصَحُ زوجَكِ بما يلي:
أولاً: إعادة تحليل السائِل المنوي في عيادة متخصِّصة؛ للتأكُّدِ من النتيجة، فهذا هو الاختبارُ الأساسي للكشْف عن خصوبة الرجل، لكنَّه ليس هو المؤشِّر الوحيد للجزم بوجودِ العقم، ولإجراء هذه الخُطوة يجب الأخْذُ بالنصائح التالية:
أ- الانتظار سِتَّة أسابيع على الأقلِّ قبْل إعادة التحليل مرَّة أخرى.

ب- يُوصي الأطباء بالامتناعِ عنِ الجِماع والقذْف لمدَّة لا تقلُّ عن يومين ولا تَزيد عن خمسة أيَّام قبل إجراء التحليل؛ لأنَّ القذف يُقلِّل من عدد الحيامن بمقدار الثُّلث.

ج- وضْع العيِّنة تحت الإبْط للحفاظِ على حرارتها ودِفئها.

د- تسليم العيِّنة فورًا، والمسارعة بإجراء التحليل خلالَ ساعتين مِن استلام العينة، وإلا ستموتُ الحيامن أو تفقِد حركتَها.

ه- أيُّ تحليل للسائِل المنوي يجب أن يُكرَّر ثلاثَ مرَّات على الأقل، وعلى عدَّة شهور تتراوح بيْن 3 - 6 أشهر.

و- التأكُّد من عدم الإصابة بالأمراض خلالَ الأشهُر الثلاثة التي تسبق التَّحليل:كالإصابة بالأنفلونزا أو الحمَّى.

ثانيًا: إجراء بعضِ الاختبارات الإضافية، مثل فحْص الدم، وفحْص عيِّنة الخِصية، ففحص الدم سيكشف عن مدَى وجود الأجسام المضادة في الدم، والتي تسبِّب بعض حالات العُقم لدَى الجِنسين، حيث تقوم الأجسام المضادَّة بقَتْل الحيوانات المنوية، أو تمنع حركتَها خلالَ رِحلة سباحتها باتِّجاه المبيض، وهذه الأجسامُ المضادَّة قد تكون موجودةً لدَى المرأة؛ ممَّا يُسبِّب العقم لدَى الرجل، أو تكون لدَى الرجل ممَّا يسبب العُقم لدَى المرأة، ولهذا لا بدَّ مِن إجراء هذا الفحْص لأهميته.

ثالثًا: تجنُّب العوامِل التي تُسبِّب قِلَّة الحيوانات المنوية كالإجهادِ والسُّمنة، وتعاطي المخدِّرات والتدخين.

رابعًا: تَجنُّب الحمامات الساخِنة، أو ارتداء الملابس الداخلية الضيِّقة Boxer Short؛ لأنَّها تعمل على قتْل الحيوانات المنوية.

خامسًا: الاهتمام بالطعام الصِّحي المتوازن، والحِرْص على إدْخال عنصر الزنك، وفيتامينC وE، والبروتين العالي في الطعام، مع الحمية قليلة الدسم، الغنية بالخضروات والحبوب الكامِلة.

سادسًا: مراعاة توقيتِ الجماع، بحيث يمتنع عنِ الجماع لمدَّة ثلاثة أيام؛ بغية ترْك فرصة كافية لزِيادة عددِ النُّطَف.

أفهم مِن نتيجة الفحْص الأولى بأنَّ سبب عقم زوْجكِ هو قلَّةُ عدد الحيوانات المنوية Low Sperm Count، ويُعتبر عدد الحيامن منخفضًا إذا كانتْ أقل من 20 مليون لكلِّ مليلتر، ومنخفضًا جدًّا إذا بلغت 10 مليون لكلِّ مليلتر، لكن ليس العدد وحْدَه هو المقياس، بل إنَّ الحركة أيضًا عاملٌ مُهمٌّ للحُكم على الخصوبة، وهذه الحَرَكة مدرجة بالترتيب من A:D طبقًا لمنظَّمة الصحَّة العالمية:
A. حرَكة تقدُّميَّة سريعة: حيامن تسبَح إلى الأمام في خطٍّ مستقيم كالصواريخ الموجَّهة.

B. حرَكة تقدُّمية بطيئة: حيامن تسبَح إلى الأمام، لكن إمَّا في خط مقوَّس أو أعوج أو بطيء.

C. غير تقدُّمية: حيامن تُحرِّك ذيولها، لكن لا تتقدَّم إلى الأمام.

D. لا تتحرَّك إطلاقًا.

حيامن الدرجتين الثالثة والرابعة هي حيامن فقيرة، ولا تستطيع تخصيبَ المبيض، وحتى لو كان عددُ الحيوانات المنوية طبيعيًّا، وحركتها طبيعيَّة، فليس هذا أيضًا هو السبيلَ الوحيد للجزْم بقُدرةِ الحيامن على التخصيب.

الطريقة الوحيدة للتحقُّق مِن كفاءة الحيامن هو الإخْصاب خارجَ الجِسم، إمَّا بطريقة الإخْصاب المعملي "طفل الأنابيب"، أو الحقن المجهري، والمعروف طبيًّا: أنَّ الحل الأنسب لمشكلة قِلَّة عدد الحيامن هو الحقْن المجهري ICSI، وليس طفْل الأنابيب.

تنجح طريقةُ الحقن المجهري مِن المرَّة الأولى في كثيرٍ مِن الأحيان بمشيئة الله تعالى، وأحيانًا بعدَ المحاولة الثالثة أو الرابعة، مع الحِرْص على الاستغفارِ، فهو طريق الرِّزق، والذرية الصالحة؛ ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

ختامًا:
هذه حياتُكِ، والقرارُ الأوَّل والأخير يعود لكِ، فأنتِ مَن سيسعد وأنتِ مَن سيحزن، فاستخيري الله عالِمَ الغيب والشهادة، فإنْ كان الخيرُ لكِ مع زوجكِ، فأسأل اللهَ - تعالى - أن يرزقَكما الذريةَ الصالِحة المُصلِحة، وأن يُقرَّ عينكِ به، ويقرَّ عينه بكِ.

وإنْ كان الخيرُ في فِراقكما، فأسأل الله أن يُخلِفَ على كلِّ واحد منكما مَن هو خيرٌ له مِن صاحبه؛ ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].

دُمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالِح دعائكِ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.