يعتبر البعض أن مرحلة المراهقة من أهم مراحل الطفولة على الاطلاق. ولا يعني أن مراحل النمو السابقة ليست على درجة من الأهمية، إنما كل مرحلة من مراحل النمو هي تهيئة لما سيليها. وبالتالي كل مرحلة تقوم وتستند على ما سبقها, من هنا جاءت العناية بكل مرحلة (الحضانة، الطفولة الأولى والطفولة المتأخرة) وكأنها هي الهامة والأهم من سواها أما عن أهمية فترة المراهقة في معارج النمو فيرجعها الباحثون إلى التالي: أولا :تحضير المراهق:- هى التهيئة للانتقال إلى مرحلة الرشد و مجتمع الراشدين، حيث سينخرط في المجتمع ويمارس حقوقه وواجباته كعضو كامل العضوية فيه، وذاكرته لا تزال مثقلة بذكريات وانطباعات الطفولة وآخرها ذكريات المراهقة، ذكريات وانطباعات عن ذاته، وعن الآخرين، وعن رأي الآخرين فيه. أنه أرث منقول معه، سيعيشه ويمارسة بسلبياته وإيجابياته في مجتمع الراشدين. ثانيا:المواجهة مع المجتمع:- إن المواجهات التي تحصل عادة في المجتمع، بين المراهقين والراشدين، وهي الأبرز وما يحملونه من عادات سلبية وسلوك يميل إلى الجنوح والانحراف (التدخين، تعاطي المخدرات، عصابات السطو والاعتداء...) نتيجة الظروف النفسية والاجتماعية، الاقتصادية والتربوية التي سبق وعاشوها، كل هذا سينقلوه إلى قلب مجتمعاتهم بعد أن كانت تعيش وتتفاعل على هامشه وبمنأى عن السلطة والمراقبة. ثالثا:المراهقة فترة العواصف:- مراهق اليوم هو من سيكون راشد الغد، ومراهقو اليوم سيكونون رواد المجتمع وقادته غدا، مع كل ما يحملونه من إرث وميراث جمعوه طيلة 18 عاما، بلورته وحددت معالمه واتجاهاته فترة المراهقة. وهم الآن على قاب قوسين أو أدنى من الاستقلالية بشخصيتهم ليقطفوا ويقطف المجتمع معهم ما سبق وغرسه فيهم ومن خلاله من قيم واتجاهات ومقتنيات. على الراشدين والحالة هذه أن يسألوا أنفسهم دوما ماذا قدموا ويقدمون لهذه الفئة من "هرم الأعمار" التي تشكل عادة ما لا يقل عن 20% من المجتمع. صور الباحثون المراهقة ب : أ- إنها فترة "عواصف" و"توتر" و"شدة"، بهذا وصفها ستانلي هول ويطلق عليها مرة أخرى مرحلة "الميلاد". ب- مجموعة من "التناقضات". ج- مرحلة "ضياع للمرء" لا يجد المراهق نفسه إلا إذا بلغ مرحلة النضج وسن الرشد. د- لا تعدو "مرحلة المراهقة" عن مصطلح وصفي للدلالة على المرحلة النهائية المتوسطة بين الطفولة والرشد "وأن أهمية هذه المرحلة تنبع من إعداد الناشىء كي يصبح مواطنا يتحمل مسؤولية الاشتراك في المجتمع. ه- إنها مرحلة "الفطام النفسي" نتيجة الطفرات والتغيرات الجسدية، وبحث عن الذات وسرعة في النمو العقلي، وصعوبة في التكليف الاجتماعي والانفعالي. و- المراهقة عبارة عن "ضغوط اجتماعية"، وخيارات مصيرية أمام المراهق وأحلام مستقبلية واختلاط في المعايير والمفاهيم. ز- هي "النقلة من الميل إلى نفس الجنس إلى الميل نحو الجنس الآخر على أن هذه النقلة تتم خلال أطوار يمر به المراهق هي: من نفس الجنس في اطار الجماعة أو الزمرة إلى الفردية من نفس الجنس، إلى طور التعدد وأخيرا فالمثالية. وهكذا كم تبدو هي غنية وثرية هذه "المراهقة"هي مرحلة "صراعات داخلية وخارجية" هي ولادة جديدة هي "غربة" هي "ضياع" والبحث عن الذات"هي مرحلة" "الأحلام والأوهام" مرحلة " التفجرات الجنسية" وهكذا في عبارات لا تنتهي وبلغات مختلفة وإن كانت هذه "الصفات" جاءت لتعبر عن رأي أصحابها فهي ستكون بالتالي لسان حال "الراشدين" لتعبر عن مفهومهم للمراهقة والمراهقة عبارة عن "ضغوط اجتماعية" وخيارات مصيرية أمام المراهق وأحلام مستقبلية واختلاط في المعايير والمفاهيم.