كشفت دراسة أجريت مؤخرا على أطفال يعانون من السمنة وآخرين لا يعانون منها، أن انخفاض مستوى فيتامين «دي» (D) سائد في الأطفال الذين يعانون من السمنة، وأن له صلة بعوامل الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. وتم قبول نشر هذه الدراسة في دورية «جورنال أوف كلينيكال أندوكرينولوجي أند ميتابلويزم» التي تصدرها جمعية الغدد الصماء الأميركية. وتم اكتشاف ارتفاع المعدلات في نقص فيتامين «دي» بين من يعانون من السمنة، كما ربطت دراسات سابقة بين انخفاض مستوى فيتامين «دي» والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النمط الثاني. ولم يكشف عن كيفية عمل تلك العلاقة بين السمنة والأمراض المصاحبة لها. ولكن الدراسة الجديدة اختبرت العلاقة بين مستويات فيتامين «دي» والعادات الغذائية لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة، وتناولت ما إذا كانت هناك علاقة بين مستويات فيتامين «دي» ومؤشرات اضطراب التمثيل الغذائي للغلوكوز وضغط الدم. ويقول ميكا أولسون مدير مركز ساوث ويسترن الطبي في جامعة تكساس في دالاس والباحث الرئيسي في الدراسة: «توصلت دراستنا إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة وتنخفض لديهم مستويات فيتامين (دي) يملكون معدلات كبيرة من مقاومة الأنسولين. وعلى الرغم من أن الدراسة لا يمكنها إثبات هذا السبب فإنها تشير إلى أن نقص فيتامين (دي) قد يلعب دورا في تطور الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني». في هذه الدراسة قام الباحثون بقياس مستويات فيتامين «دي» ومعدل السكر في الدم والأنسولين ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم في 411 شخصا يعانون من السمنة، و87 شخصا لا يعانون من السمنة. وطلب من المشاركين أيضا تقديم معلومات غذائية، من بينها القدر اليومي المتناول من المشروبات الغازية والعصائر والحليب، ومتوسط المقدار اليومي من الفاكهة والخضراوات، وما إذا كانوا معتادين على إهمال وجبة الإفطار. وقال أولسون في حديث نقله موقع «ميديكال نيوز توداي» الطبي الإلكتروني: «توجد صلة بين العادات الغذائية السيئة مثل إهمال وجبة الإفطار وزيادة القدر اليومي المتناول من المشروبات الغازية والعصائر وانخفاض معدلات فيتامين «دي» لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة. هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لتحديد كمية ومدة العلاج اللازم لرفع معدلات فيتامين «دي» لدى هؤلاء الأطفال، ولمعرفة ما إذا كان العلاج من خلال هذا الفيتامين يمكنه أن يحسن من إحدى المشكلات