في صبيحة يوم الاثنين، كسر الزملاء والزميلات من مختلف المنابر الإعلامية جدار "ستريس" بداية الأسبوع، وحضروا بكثافة وفي الموعد لتغطية ندوة صحفية حول موضوع "استثنائي" ولكنه يجسد قضية مجتمع بأكمله ولا يقتصر على حكومة أو وزارة بعينها. لقد كانت سمة أجواء هذه الندوة، الدقة والجدية في طرح السؤال وبسط الجواب، فالقضية جد في جد، لأنها تتعلق بسرطان الرشوة الذي ينخر جسم مجتمعنا، معرقلا للتنمية ومسيئا لصورة بلد. "وياكم من الرشوة" شعار بسيط ولكنه جد معبر ويدق ناقوس الخطر من استشراء آفة محرمة شرعا وقانونا وأخلاقيا، ولذلك خرج الجميع من هذه الندوة باقتناع عميق بأن هذه المعركة فرض عين لا كفاية، لا سيما وأن نبرة الصدق والغيرة على الوطن طبعت الأسئلة والردود، كما لم تغفل الردود الإشارة، في خطاب تواصلي حميمي، إلى أسماء السائلين، وهو تعبير على أن للصحافي دور كبير وشخصي في الانخراط في المسار الطويل لمحاربة الرشوة. "وياكم من الرشوة" من هنا يبدأ العمل.