أعلن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أنه سيراسل المندوبين النقابيين والتنظيمات الداخلية المكلفة بأخلاقيات المهنة في وكالة الأنباء الفرنسية للمطالبة بإنصاف النقابة إزاء "السب والشتم" الذي صدر عن عمر بروكسي أحد مراسلي الوكالة بالمغرب في حق مسؤولي النقابة وفي حق رئيسها. وأضاف المكتب التنفيذي للنقابة٬ في بلاغ له اليوم الاثنين٬ أن مراسل وكالة الأنباء الفرنسية وصف رئيس النقابة يونس مجاهد٬ في تصريح لموقع " كود" الإلكتروني٬ ب"بن علي الصغير"٬ وذلك في إشارة إلى الرئيس التونسي المطاح به٬ معتبرا أن " وصف الرئيس بديكتاتوري مثل بن علي٬ بالإضافة إلى ما تضمنه تصريحه (بروكسي) من كلام غير لائق٬ فإنه يسيء إلى كل الزميلات والزملاء المنضوين تحت لواء نقابتنا". وشدد على أن هؤلاء الصحافيين كانوا "دائما في المواقع المتقدمة للنضال من أجل حرية الصحافة والتضامن مع ضحايا الاعتداءات على هذه الحرية٬ والكفاح اليومي لصيانة كرامة الصحافيين والعاملين"٬ مؤكدا على أن "هذا الشرف الذي ينالونه في الميدان لا يمكن أن يلطخه شخص يعتبرهم +كالقطيع+٬ وكأنهم +خانعون+٬ في الوقت الذي يثبتون عبر نضالهم اليومي والتزامهم النقابي٬ الذي يؤدون عليه الثمن٬ أنهم رمز النبل والعطاء". وسجل البلاغ رفض النقابة القاطع ل"احتقار" منخرطيها " بهذه الطريقة وسب مسؤولي النقابة٬ الذين نالوا الثقة في مؤتمرات شفافة وشرعية٬ من طرف شخص٬ لأنه يشتغل مع وكالة أجنبية"٬ مذكرا بأن النقابة ليست في حاجة إلى "إثبات" ديمقراطية هياكلها٬ لأن الأمر يتعلق ب"حياة داخلية للنقابة٬ نمارسها يوميا٬ ونتعلم من انتقادات أعضائنا المخلصين". وأشار المكتب التنفيذي إلى أنها " ليست المرة الأولى التي يسب فيها بروكسي مسؤولي النقابة٬ فقد سبق له أن أرسل لنائب رئيسها (..) عبد الله البقالي رسالة عبر هاتفه المحمول سبه فيها عندما انتقد هذا الأخير قناة الجزيرة ونعته بأقبح النعوت"٬ مضيفا أن مراسل وكالة الأنباء الفرنسية "هاجم" زوجة رئيس النقابة "بشكل مجاني٬ مروجا الإشاعات الكاذبة في حقها ". وذكر بأن بروكسي كان " يلجأ باستمرار إلى النقابة لطلب الدعم٬ وكان يجد الأبواب مفتوحة٬ كما هو الأمر باستمرار لجميع الصحافيين والمواطنين"٬ مؤكدا أن النقابة "ساندته في عدد من الأحداث والقضايا (...) كان آخرها عندما رفضت وزارة الاتصال٬ في عهد الوزير السابق خالد الناصري منحه بطاقة الاعتماد". وكشف البلاغ أن رئيس النقابة اتصل " بالوزير آنذاك٬ وبمدير الإعلام السيد عبد الإله التهاني٬ الذي أبدى تخوفه من أن يستغل بروكسي وكالة الأنباء الفرنسية لتمرير مواقفه السياسية الشخصية٬ بدل العمل بمهنية٬ كما يتطلب ذلك عمل الوكالات٬ وأبلغت النقابة بروكسي بهذا الرد وأكدت أنها تسانده في الحصول على اعتماده٬ ونظمت له لقاء مع مدير الإعلام واستمرت المحاولات إلى أن حصل على هذه البطاقة". وأشار إلى أنه عندما تم سحب بطاقة عمر بروكسي في الأسبوع الأخير عبر رئيس النقابة لوسائل الإعلام عن "رفضه لهذا القرار٬ مؤكدا أن اللجوء إلى القضاء في مثل هذه الحالات هو الحل الأمثل حيث تتاح للصحافي فرصة الدفاع عن نفسه. وفي نفس الوقت وجه اللوم إلى بروكسي٬ منبها إياه إلى ضرورة احترام زملائه والكف عن السب والشتم في حقهم٬ لأن هذا السلوك لا ينبغي أن يصدر عن إنسان٬ فما بالك إذا تعلق الأمر بصحافي٬ من المفترض أن يكون نموذجا في الاستقامة والنزاهة ويقدم المثل للمجتمع". وخلص البلاغ إلى أن "ترويج الإشاعات والأكاذيب لا يستقيم مع العمل الصحافي الرصين٬ خاصة من طرف شخص يعمل مع وكالة دولية معروفة بالرصانة والمهنية وننتظر من صحافييها تقديم نموذج إيجابي٬ وليس الصحافة السيئة".