بعد البث المباشر لمسرحية "بنات لالة منانة" من مسرح محمد الخامس على شاشة القناة الثانية في رمضان 2010، كانت تتوقع فرقة "الطاكون" أن يكون العرض الختامي للعمل، لكن حدث العكس، وتزايدت طلبات الجمهور لاستمرار عرضه وتحويله إلى مسلسل تلفزيوني. وكانت لندن أول محطة في جولة العمل المسرحي بعد عرضه المباشر، إذ كان أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك على موعد لمشاهدة العمل الذي ذاع صيته وتابعه كثير منهم على "دوزيم" الفضائية قبل أن تتاح أمامه فرصة اللقاء المباشر ببطلاته اللواتي لبين دعوة السفارة المغربية ببريطانيا. وكان النجاح الكبير الذي حققته المسرحية وراء طلب القناة الثانية تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني عرضت حلقاته في رمضان الماضي، وكان من بين الأعمال القليلة التي شكلت استثناء في شبكة برامج القناة الثانية ولم تسقط في دائرة الرداءة، على غرار أعمال أخرى لقيت انتقادات كثيرة. تلقت بطلات "بنات لالة منانة" في البداية عرض تحويل المسرحية إلى سيتكوم، الأمر الذي تم رفضه واعتبرت الممثلات أن الإقدام عليه والفشل فيه سينعكس سلبا على العمل ويجعل الجمهور ينفر منه. استغرقت كتابة حلقات المسلسل مدة سنتين وتعاونت فيها نورة الصقلي، مؤلفة العمل المسرحي، مع رشيد زكي ونرجس المودن لتحويله إلى ثلاثين حلقة. وتولت المخرجة فريدة بليزيد إعادة قراءة السيناريو، الذي أنجزته ورشة الكتابة التي عملت بملاحظاتها واستعانت بخبرتها الطويلة في مجال كتابة السيناريو. واستطاعت فرقة "الطاكون"، التي ترمز تسميتها إلى "الحذاء ذي الكعب العالي" و"الغطاء الذي تضعه النساء الشماليات فوق رؤوسهن والمعروف ب"الطاكون"، أن تحافظ على النجاح نفسه للعمل، فتحويله إلى مسلسل زاد شهرته وحظي بمتابعة عدد كبير من المشاهدين، خاصة أن كل حلقة منه كانت تحمل روح العمل المسرحي وتقدم الجديد دون الإخلال بقصة العمل. شهرة مسلسل "بنات لالة منانة" جاءت وليدة عوامل كثيرة انصهرت لتزيد تألق العمل وكذلك شهرة بطلاته اللواتي من خلال أدائهن وتجربة اشتغالهن في المجالين المسرحي والتلفزيوني راعين خصوصيات الإطلالة على المشاهدين في ثلاثين حلقة. تجاوزت ورشة كتابة سيناريو "بنات لالة منانة" عائق المدة المخصصة لكل حلقة والتي لم تكن تتجاوز ستة وعشرين دقيقة، إذ كانت ترغب أن تخصص مدة أطول لكل حلقة بهدف التطرق إلى تفاصيل أخرى في موضوعها. لم تلجأ نورة الصقلي إلى الكتابة عن طواعية ولم تفكر يوما في احتراف الكتابة المسرحية وحدث ذلك حين تأسست فرقة "الطاكون" النسائية، وكان لابد أن تبادر إحدى عضواتها إلى تدوين الارتجالات التي تقوم بها الفرقة كلما اجتمعن وكذلك صياغة مقترحات نصوص مسرحية. كانت نورة الصقلي تقوم بوظيفة ذاكرة الورشة المسرحية ووجدت باقي الممثلات أن لديها طاقة في مجال الكتابة المسرحية وكانت أول تجربة في إطارها مسرحية "بنات لالة منانة".
وترى بطلات مسلسل "بنات لالة منانة" أن سر نجاحه راجع إلى اشتغالهن بصدق وأداء أدوارهن بحب كبير، أكثر من البحث عن الشهرة أو دخول سباق التباري بين الأعمال الرمضانية المعروضة على شاشة القناة الثانية. "بنات لالة منانة" فكرة تربت بين أحضان فرقة "الطاكون" المكونة من نورة الصقلي وسامية أقريو ورفيقة بن مومن، التي تتولى الإدارة الفنية، وكذلك ممثلات أخريات وهن السعدية لديب والسعدية أزكون وهند السعديدي ونادية العلمي، وصارت عملا يميز مسارها الفني، خاصة أن جولاتها المسرحية داخل المغرب وخارجه تواصلت لخمس سنوات وبعرضها على شاشة "دوزيم" حققت نسبا عالية من المشاهدة.