ارتفعت أسعار المخدرات مع بداية شهر رمضان في العديد من المدن المغربية إلى مستويات قياسية، وقفز ثمن الصفيحة الواحدة من مخدر الشيرا "البلاكة" من 1000 درهم إلى 2000، ما جعل ثمن القطعة الصغيرة "الكمية" يصل إلى 30 درهم عوض 20 وذكر أحد مروجي هذه السموم أن أثمان المخدرات بشتى أصنافها، بما فيها الشيرا والهيرويين والكوكايين المستهلك على نطاق واسع، ارتفعت بشكل ملفت للانتباه نتيجة إغلاق الحانات لأبوابها مع حلول شهر رمضان الفضيل، واتساع دائرة المستهلكين وتضخم الطلب، لاسيما أن فصل الصيف لهذه السنة جاء متزامنا مع هذا الشهر الكريم، الذي يعرف عادة رواجا هائلا داخل المقاهي والملاهي الليلية ووسط الأحياء والشوارع وفي الأماكن العمومية.
كما أوضح المروج، الذي رفض ذكر اسمه خوفا من العقاب، أن الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها السلطات الأمنية لمطاردة شبكات تهريب المخدرات وتضييق الخناق عليهم، أدت إلى نقص في تزويد الأسواق بهذه السموم وارتفاع أثمانها، وبالتالي دفعت بعدد من المدمنين على المخدرات الصلبة، كالهيرويين والكوكايين، إلى استعمال الأقراص أو الحبوب المهلوسة المعروفة ب "القرقوبي"، التي تقتنى من الصيدليات بطرق غير قانونية.
وكانت السلطات الأمنية شنت منذ شهر شعبان حملات تطهيرية بعدد من المدن المغربية وأسفرت عن اعتقال عشرات المروجين لهذه المواد المحظورة، من بينهم عناصر مبحوث عنها في قضايا مختلفة، ما أرغم عدد من المزودين على التخفيف من أنشطتهم الإجرامية، التي كانوا يمارسونها بشكل علني.