رفض امحند العنصر، وزير الداخلية، وصف ما لاقاه والمدير العام للأمن الوطني، بوشعيب ارميل، من احتجاجات في المدينة القديمة بالبيضاء بالهجوم. وقال العنصر، في تصريح ل «الصباح»، «لم أتعرض لا لهجوم ولا هم يحزنون»، مؤكدا أنه حاول الحديث إلى بعض السكان، في ظل أجواء طغى عليها نوع من الهيجان. وقال العنصر «أبلغتهم عطف ورضى جلالة الملك مع التزام الحكومة بإيجاد حلول عملية للمشاكل التي تتخبط فيها المدينة القديمة بالبيضاء». وشدد وزير الداخلية على أن السلاسل البشرية التي شكلت لحمايته، كانت مكونة في غالبيتها من سكان المدينة القديمة مقارنة بعدد رجال الأمن. من جهة أخرى، أوضح وزير الداخلية أن قضية الدور الآيلة للسقوط في البيضاء معروفة منذ مدة وتشمل مدنا أخرى عديدة، وأن هناك إحصائيات وبرامج لإعادة إسكان القاطنين بالدور الآيلة للسقوط ينبغي تفعيلها، موردا مثال برنامج تأهيل البيضاء الذي يتتبعه الملك شخصيا. واعترف العنصر بأن هناك عددا من الدور الآيلة للسقوط في المدينة القديمة ودرب السلطان وغيرها من الأحياء العتيقة بالعاصمة الاقتصادية، في حاجة ماسة إلى معالجة جذرية، مشددا على صعوبة إقناع قاطنيها بالرحيل، كما أن هناك مشاكل أخرى عالقة، يضيف وزير الداخلية، في حاجة إلى حلول وبدائل عملية لإقناع السكان بخطر البقاء بهذه الدور. كما كشف وزير الداخلية أن هناك محاولات لمساعدة القاطنين في الدور الآيلة للسقوط في الحصول على وسائل أداء تكاليف اقتناء سكن لائق لدرء الأخطار عنهم، حتى لا يتكرر سيناريو انهيار المنازل التي لم تعد صالحة للسكن في عدد من المدن التي توجد بها أحياء عتيقة، معتبرا أن المشكل معقد، وأن المغرب ليس استثناء في الموضوع، بل إن دولا عديدة، يضيف وزير الداخلية، تواجه المشكل ذاته. من جهة أخرى، جرى تشكيل لجنة حكومية مباشرة بعد حادث انهيار منزل بالبيضاء، إذ أعلن وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله عن تشكيل لجنة حكومية لمعالجة إشكالية البنايات الآيلة للسقوط. لم يفت العنصر تأكيد أنه ينبغي التعجيل بإخراج الحلول والبرامج المعدة سلفا لإعادة إسكان ضحايا السكن غير اللائق إلى حيز الوجود حتى لا تتكرر المأساة الأخيرة التي راح ضيحتها خمسة أشخاص في المدينة القديمة، خاصة أن الخطر مستمر، يقول وزير الداخلية، ولا يمكن التغاضي عنه. ودعا وزير الداخلية كل المتدخلين في العملية، من منتخبين وسلطات محلية، إلى إعطاء دفعة قوية لإخراج البرامج المتفق عليها، بدعم من الحكومة، إلى حيز الوجود من أجل وضع حد للمآسي الناجمة عن الدور الآيلة للسقوط، إذ لا يهم الأمر الدارالبيضاء وحدها بل يمتد إلى مدن فاس ومكناس ومراكش. وكانت مصادر تحدثت في وقت سابق عن قيام سكان غاضبين بطرد وزير الداخلية امحند لعنصر وبوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، من مكان سقوط منزل بالمدينة القديمة بالبيضاء. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن سكان المدينة القديمة عبروا عن غضبهم لوزير الداخلية الذي كان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني وعدد من رجال السلطة بولاية البيضاء الكبرى، بشعارات احتجاجية وحالوا دون وصولهم إلى مكان الحادث. وتدخل رجال الأمن وعناصر من القوات المساعدة لحماية العنصر وأرميل من غضب المحتجين، وشكلوا سلسلة لحمايتهما حتى استقلا سيارتيهما، كما منع المتظاهرون كاميرا قناة «دوزيم».